الخلل منحصر في غياب 'الإدارة الإستراتيجية'.. كما يرى تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 479 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  -  اكتب 'مو مهم'!

د. تركي العازمي

 

اكتب ما شئت وعن أي موضوع ترغب في عرضه وحتى إن عُلِم مسبقاً أنك حسن النوايا في طرحك وأنك تدرك الفرق بين «الشخبطة» والكتابة وبين النقد الموضوعي والنقد بالوكالة والنقد اللاموضوعي... اكتب فبالنسبة لمعشر الفساد ورموزه ما تكتبه «مو مهم» حتى وإن قرأ ما تكتب٬ فليس من الضروري أنه سيأخذ به. فنحن على «كيفنا» وأنت خذ المساحة ما قصر منها وما طال في الكتابة!

هذه الحال التي نعيشها. فالكتابة وإن عشقها بعض الزملاء من أصحاب الضمير الحي المفعم بالوطنية وتمسكوا بها رغبة منهم في توجيه النصح تظل مرآة جميلة تعكس لنا حب الوطن الحقيقي!

نقرأ أخباراً وتصريحات لو كانت في بقعة جغرافية أخرى لوجدت ردود فعل مختلفة شكلاً ومضموناً. أن تدرك خطورة موضوع معين أو قضية محددة وتعرض رؤيتك له أو لها بشفافية من دون تجريح أو شخصانية فأنت وفق هذا المنهج قد سلكت الطريق الأخلاقي وإن اختلف معك الكثير تبقى أنت منتصراً لذاتك.

حاولت ذات ليلة أن أعود بالذاكرة للوراء وأقرأ ما قيل حول «الرخاء المعيشي» و«التركيبة السكانية» وإسقاطه على التصريح تلو التصريح حول سياسة شد الحزام فلم أجد رابطاً أو علاقة إيجابية بين ما قيل وما هو معروض من أخبار!

أعتقد أن الخلل حسب ما يتصوره المتخصصون منحصر في غياب «الإدارة الإستراتيجية» وعدم وجود سياسات عمل واضحة مرسومة في خطط عمل لا تتغير مع تغير القائمين عليها... إنها تبقى خططاً ثابتة متصلة بالعمل المؤسسي إستراتيجياً لا يمكن أن تتغير مع تغير المسؤول.

الأهم في ما يُكتب متعلق بتطوير التعليم ومستوى المُعلم لأن تطور التعليم يؤدي إلى تطور المجتمع وطريقة إدارة مؤسساته في ما يقول البعض إن «التابلت» الذي نسمع عنه ولم نره إلا بين أيادي أبنائنا سيحل المشكلة. إننا بعيدون كل البعد عن ملامسة الجرح الذي تسبب في نزف قدراتنا المالية والبشرية دون فائدة مرجوة...!

قد تكون بعض المواضيع تكتب لإزاحة همّ المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتق الكاتب المنتصر للأخلاق وهي مطلوبة أكثر من أي وقت مضى. لكن تبقى معضلة «مو مهم» هي التي أعادتنا، مع مناقشة كل موضوع أو قضية، إلى المربع الأول وعاد الحديث حول تشكيل لجان بعض أعضائها لا علاقة لهم بالموضوع. فلك أن تتصور ماهية التوصيات.

يقول المثل الدارج «أعط الخباز خبزه لو أكل نصه»... فهل هناك من «خباز» أعني متخصصاً ذا كفاءة بين من أُوكِل لهم معالجة القضايا العالقة في مطبخ القرار الإستراتيجي المراد اتخاذه.

لا تقل لي إننا سنستقبل 140 ألف عامل والشوارع ممتلئة بالعمالة السائبة والتركيبة السكانية التي أصبحنا فيها أقلية ولا نتمتع بخيرات بلدنا كما هو معمول به في الدول المتطورة... ولا تحدثني عن المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي عرضنا موضوعها في المقال السابق.. ولا تقنعني بأن الصندوق الكويتي خارج الميزانية.. ولا تهمس بأذني أن «التابلت» سيطور من مستوى التحصيل العلمي لفلذات أكبادنا.. ولا تبشرني بأن المستشفيات الجديدة ستحل مأساة التشخيص الخطأ ولا... ولا.... لأن «الشق عود» يا سيدي الفاضل ويا سيدتي الفاضلة.

إن مشكلتنا «تحوم» حول ما يعرض من مناشدات ومشاكل وقضايا لا تجد آذاناً صاغية لأنها كما أشرت في العنوان «اكتب.. مو مهم»... والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك