الحكومة الفلسطينية مستعدة للاستقالة من أجل المصالحة

عربي و دولي

850 مشاهدات 0


أعلنت الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله الثلاثاء استعدادها لتقديم استقالتها لدعم تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الإعلان عن التوصل الى آلية للمصالحة بين حركتي فتح وحماس في الدوحة.

وقال الحمدالله في بيان إن الحكومة «جاهزة لتقديم استقالتها لدعم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وستقدم كل ما من شأنه دعم جهود تحقيق المصالحة الوطنية».

وتأتي تصريحات الحمدالله بعد المحادثات بين حركتي فتح وحماس في الدوحة على مدار اليومين الماضيين، وأعلن عقبها توصل الجانبين إلى «آلية محددة لتنفيذ المصالحة».

ولم يتم الإعلان عن تفاصيل هذه الآلية، حيث أوضح مسؤول فلسطيني أن القيادة ستبحث ما تطرق إليه اللقاء خلال اليومين المقبلين.

وأعلن الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري الثلاثاء موافقة الحركة على «تشكيل حكومة وحدة بدون اشتراطات مسبقة»، وأضاف: «نريد حكومة جديدة تعالج المشاكل الحالية».

ومع ذلك لا يبدي المسؤولون الفلسطينيون تفاؤلاً كبيراً بتحقيق المصالحة على الأرض بسبب الخلافات القائمة، حتى أن مسؤولاً كبيراً في منظمة التحرير أبدى «تشاؤمه» حيال ذلك رغم ارتفاع وتيرة المطالبة بإنهائها في الشارع الفلسطيني.

وقال المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه لفرانس برس إن «التوصل إلى تحقيق مصالحة على الأرض مستبعد لأن حماس تريد الإبقاء على السيطرة على قطاع غزة، وأي توافق سيوقف ذلك، وهذا ما لا تريده».

وكان الرئيس محمود عباس أعلن في يوليو الماضي انتهاء صفحة الانقسام الفلسطيني بعد تشكيل حكومة توافق وطني برئاسة الحمدالله، وأعلنت حركة حماس موافقتها عليها.

وعقب تشكيل الحكومة، برزت خلافات جديدة بين الجانبين في شأن قضيتين رئيستين، اولهما المعابر، وخصوصا السيطرة على معبر رفح بين غزة ومصر، وعلى معبر إيريز شمال غزة، إضافة إلى ضم أكثر من أربعين ألف موظف محسوبين على حركة حماس إلى جداول الرواتب التي تدفعها السلطة لموظفيها.

ونقلت صحيفة «الأيام» الثلاثاء عن مصادر «مطلعة» أن التفاهمات التي تم التوصل إليها في الدوحة، حسمت العديد من قضايا الخلاف وضمنها تسليم إدارة المعابر إلى حرس الرئاسة والإبقاء على موظفي حركة حماس العاملين هناك على حالهم، لكن لم يتسن تأكيد ذلك من مصادر رسمية.

وتعتبر مسألة الرواتب أكثر تعقيداً إذ تخشى الحكومة التي تعتمد إلى حد كبير على المساعدات الخارجية من أن يتهمها المانحون الدوليون واسرائيل بتمويل «منظمة إرهابية» في حال اعتمدت رواتب الأربعين ألفاً من حركة حماس.

وجدد ممثلو الحركتين اتفاقهما على أن تتولى الحكومة الإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية، وجرت آخر انتخابات في مطلع 2006.

ورحبت الأمم المتحدة من خلال منسقها في الشرق الأوسط نيكولاي مالدينوف بالمحادثات التي تجري في شأن المصالحة، معلنة دعمها له.

وقال مالدينوف في بيان الثلاثاء «تدعم الأمم المتحدة الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية».

وحض مالدينوف الأطراف على «متابعة النقاشات بحسن نية وتنفيذ الاتفاقيات السابقة (..) وتشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية».

غير أن ربط برنامج أي حكومة يتم تشكيلها ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، قد لا يكتب له النجاح، خصوصاً عقب إعلان أبو زهري أن «هذه نقطة تفجيرية مسبقة تفسد أي إمكانية للمصالحة».

ودب الانقسام بين حركتي فتح وحماس عقب سيطرة الأخيرة على قطاع غزة في العام 2007، حيث باتت حركة حماس تحكم القطاع في وقت تتولى حركة فتح قيادة السلطة في الضفة الغربية.

ولم تنجح العديد من الحوارات واللقاءات التي جرت منذ ذلك الحين في مختلف العواصم العربية لانهاء الخلاف بين الحركتين.

وتأتي لقاءات الحوار الحالية في ظل حالة من اليأس مع ازمة اقتصادية مستشرية وتعثر عملية السلام ومواصلة الاستيطان في وقت تشهد فيه الأراضي توتراً ومواجهات منذ بداية أكتوبر مع تنفيذ عمليات وهجمات ومحاولات للهجوم بالسلاح الابيض غالباً قتل معظم منفذيها وأسفرت عن مقتل 26 اسرائيليا واميركي اريتري و165 فلسطينيا حسب تعداد لوكالة فرانس برس.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك