ماذا قدمنا كعرب ومسلمين لنُصرة أشقائنا في سورية؟!.. عبدالعزيز الفضلي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 627 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  -  سورية لا تحزني.. وفتوى النشمي

عبدالعزيز الفضلي

 

معالم الحرب والقتل التي يشنها النظام السوري وبمشاركة من القوات الروسية والإيرانية و«حزب الله» ضد الشعب السوري، تذكرني فظاعتها بكثير من ملامح الحرب التي شنها الصرب والكروات ضد مسلمي البوسنة والهرسك (1992-1995)، من قتل للمدنيين العزل بجميع أنواع الأسلحة الفتاكة البرية والجوية، واغتصاب للنساء، وتدمير للمدن، ومحاصرة وتجويع، وقتل على الهوية، وطرد وتهجير، ومحاولة لفرض سياسة الأمر الواقع، في ظل صمت دولي وأممي حتى يُكمل المجرمون مهمتهم.

تخاذل عربي وإسلامي، لا ينُم عن إدراك مفهموم أن «المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

استمر الصرب في جريمتهم وعدوانهم على أهل البوسنة ثلاث سنوات وثمانية شهور، ثم انتهت الحرب بعد اتفاق دايتون، وقد خلّفت أكثر من مئة ألف قتيل، وأضعافهم من الجرحى والمصابين، ناهيك عن المفقودين والمهجّرين.

إلا أن الشعب البوسني انتصر في النهاية بفضل من الله تعالى ثم بصموده البطولي الذي أذهل العالم.

مشاهد القتل والتجويع ومناظر الدماء والأشلاء، وصرخات الاستغاثة من المنكوبين والمستضعفين على أرض سورية، تهز كل من كان له قلب حي. والسؤال ماذا قدمنا كعرب ومسلمين لنُصرة إخواننا وأشقائنا في سورية؟، هل ننتظر حلاً عادلاً من هيئة الأمم التي لم تُرجع حق المسلمين في فلسطين منذ احتلالها قبل قرابة السبعين عاماً.

هل ننتظر حلاً من أميركا التي تضع في اعتبارها أولا سلامة وأمن إسرائيل، وترى ثانيا في استمرار الصراع في سورية زيادة تأمين للعدو الصهيوني.

نحن لا نعتب على الغرب والهيئات الدولية لأنه لم يعد خافياً ازدواجية المعايير التي تمارسها، والمكيالان اللذان تتعامل بهما مع الشعوب، إنما نعتب على العرب والمسلمين الذين تجمعهم مع الأشقاء في سورية وحدة الدين والعقيدة واللغة والمصالح المشتركة. نعتب عليهم لأنهم من أمّة أُمِرَتْ بنُصْرَة المظلوم ودفع الظالم، أُمِرت أن تتقاسم المعاناة وتحس بها إذا تعرض لها أحد من أعضائها، ومن ثم التداعي لنصرتها ونجدتها، المسؤولية اليوم تقع على جميع المسلمين دون استثناء في نُصرة الشعب السوري، كُلٌ بحسب منصبه وقدرته ومجاله.

وكم نثمن للشيخ الدكتور عجيل النشمي جرأته في قول الحق، ونصرته لإخوانه في سورية، وتذكيره بمسؤولية الجميع في رفع الظلم عنهم حيث كتب في حسابه على تويتر «الطيران الروسي وبارتفاع منخفض يحصد أرواح المسلمين في سورية، والدول العربية تستجيب للضغوط فلا تُدْخِل مضادات الطائرات، أُقسم بالله سيُسألون» وكتب - جزاه الله خيرا - «شرعا لا يمكن السكوت مطلقاً، على مدار 24 ساعة تقصف الطائرات الروسية كل المقاومة الإسلامية والقرى السورية، والقوى الإيرانية ومليشياتها تقصف على الأرض وتستبيح القرى، يتبادلون الأدوار مع داعش، إن حكم الشرع الذي يجب أن يصل ويُدركه المسلمون، أنهم مسؤولون أمام ربهم وشعوبهم وأمام التاريخ، وعليهم أن يتخذوا موقفا» انتهى.

ونحن نقول بأن الشعب السوري سينتصر على جلاده وأعوانه، وسيتحقق النصر بإذن الله، وسيندحر الروس وأذنابهم من أرض الشام كما اندحروا من قبل في أفغانستان، ولكن السؤال هل أدى كل منا دوره في تحقيق هذا النصر؟

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك