عن الإضراب النفطي - يكتب د.حمود مبرك العازمي رأيه

زاوية الكتاب

كتب 1668 مشاهدات 0

حمود مبرك العازمي

قضية ورأي

مما لاشك فيه أن التخطيط السليم القائم على استلهام الواقع بكل تفاصيله ومختلف جوانبه واستشراق المستقبل وماهو متوقع من حدوث تطورات نفاجأ بها ليست بالحسبان تنتهي بنا إلى حالة من الارباك تعيق حركتنا في كل مفصل من مفاصل الدولة وتؤدي إلى تجاذبات نخسر فيها الكثير من قدراتنا ونفتقد لثقة العاملين في قطاعات الدولة، أو لنقل تهتز الثقة بين الحكومة والعاملين من أبنائها.

أقول أن التخطيط السليم القائم على الدراية والخبرة لابد وأن يقود الى النتائج السليمة .

إن لغة الحوار والحوار الهادئ ما بين قيادة الدولة والعاملين فيها أخذا بالاعتبار تغليب المصلحة العليا للوطن والحفاظ على مكتسبات الطبقة العاملة هي اللغة التي يجب أن تسود وتترسخ. لم لا ونحن نعيش مناخاً وحرية الرأي فيه مكفولة للجميع ، لم لا ونحن نمارس حرية من خلال مؤسسات منتخبة طالما تغنينا بها وكانت ولا زالت مصدر فخر لكل مواطن كويتي، مؤسسات عزٌ نظيرها على المستوى العربي والإسلامي.

إن ظروفا استثنائية عاشتها الكويت في الأيام القليلة الماضية تمثلت في إضراب العاملين في القطاع النفطي، أعلن المضربون رفضتهم لكل محاولة تجردهم من مكتسبات استحقوها ومزايا أعتقد أن الدولة لم تمنحهم هذه المكاسب والمزايا إلا لقناعتها بأنهم جديرون بها، وليست صدقة ولا زكاة لمال.

إننا في الكويت أسرة واحدة بعضنا يعرف البعض وكلنا يعرف الكل، وبعيدا عن التشنج والتعصب والابتعاد عن لغة التهديد والوعيد سواء من الحكومة أو نقابة العاملين في قطاع النفط والتمسك بلغة الحوار والإخلاص في النوايا، سوف تمكننا من تجاوز هذه المشكلة والوصول الى حلول مرضية لطرفي المشكلة، شرط أن نغلب مصلحة الكويت ونضعها فوق كل مصلحة. طبقاً للمثل القائل. 'لايموت الذئب ولا تفنى الغنم'

إننا اليوم نمر في ظروف صعبة ومعقدة نحن أحوج فيها من أي وقت مضى لإعادة النظر في اقتصادنا وفي تعليمنا وصحتنا وخدماتنا لإعادة بنائها على أسس علمية واقعية وتخطيط سليم وتنويع في مصادر الدخل يجنبنا الوقوع في شرك اللعب بمقدراتنا من قبل سلاطين الاقتصاد في العالم، وهذا ليس بمستحيل بل يقع في دائرة الممكن، إن توفرت لدينا الإرادة والعزيمة والعمل الجاد بالانطلاق في بناء الإنسان المؤمن بربه المؤمن بوطنه قريبا من الإيثار وبعيدا عن الأثرة والأنانية.

الدكتور حمود مبرك العازمي

 

الآن - رأي : حمود مبرك العازمي

تعليقات

اكتب تعليقك