هل نستطيع اللحاق بالسعودية والإمارات وقطر؟!.. تركي العازمي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 563 مشاهدات 0

تركي العازمي

الراي

وجع الحروف-  رؤيتنا ورؤيتهم...!

د. تركي العازمي

 

وجه المقارنة صعب عندما تتعلق المسألة ببناء وطن «منزوع الواسطة»، يؤمن بعمل المؤسسات ومحاط بحوكمة من جهة ومكافحة الفساد (أعني مكافحة تؤدي إلى محاكمة كل فاسد) ومجلس يراقب ويشرع، والجميع يؤمن بأهمية الفكر الإستراتيجي قولا وفعلا... والشاهد ان الفكر الإستراتيجي يعتمد تطبيق الرؤى التي يحددها فريق من قياديين تتوافر فيهم صفات القيادة الفعالة مؤسساتيا واجتماعيا.

بعد إعلان الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، رؤية السعودية 2030 بكل شفافية٬ تناول أحبتنا في الكويت الخبر وكأنهم يبحثون عن متنفس لوضع «التحلطم» الذي يتقنونه بكل امتياز واحترافية وذلك بالمقارنة برؤية الكويت 2030.

الواضح ان الفرق بين رؤيتنا ورؤيتهم ان الأشقاء في السعودية ينفذون الإجراءات التصحيحية التي تأخذ وقتها، وهو ما يشكل تغيير مسار للأصلح مع مراعاة حقوق البسطاء.

ولنقل إن المقارنة غير عادلة جدلا؟

 

وهو صحيح بدليل اننا في الكويت، يعقد وزير التربية اجتماعا لبحث موعد صرف رواتب المعلمين بالصيف في يونيو أو مايو... البديل الإستراتيجي قدم قبل هبوط أسعار النفط... ووثيقة الإصلاح لا نعلم عنها إلا الخطوط العريضة!

هل هذا يعني اننا لا نستطيع اللحاق بالسعودية٬ الإمارات وقطر؟ بالطبع الإجابة بـ «لا» مشروطة!

والشرط سهل جدا لكنه من الناحية العملية ووفق التركيبة الثقافية الحالية لأصحاب القرار يبدو ان العملية التحولية صعبة.

نعلم ان المتطلبات لإحداث تحول تبدأ من توافر رؤية صالحة، والرؤية لا تخرج إلا من مختص بلغة الأرقام ودراسات الجدوى ومعرفة الجوانب الدستورية والأهم احتياجات المستضعفين الذي بلغ حال الفساد إلى حد منازل الحكومة التي تسلموها أخيراً... وقد قيل إن زمن الرفاه انتهى ونحن نرى ارتفاعا في سعر برميل النفط.

الرؤية لها شروط ومعايير فهي ليست محصورة بالبديل الإستراتيجي (لا علاقة له بالفكر الإستراتيجي من وجهة نظرنا) ولا هي مرتبطة بوثيقة الإصلاح الاقتصادي التي أشعلت الساحة من كثرة الجدل حول تفاصيلها التي لم تعرض بكل شفافية.لاحظ كلمة شفافية... نعم الشفافية مطلوبة لكن من سيطبقها وكيف سيتم فهمها؟نملك كل الأدوات التي تمكننا من النهوض مرة آخرى... نملك كل شيء رغم سوء الوضع الذي صوره بعض أحبتنا.وتصوير الوضع بأنه مأسوي اقتصاديا لا تفسير له إلا قصر النظر و«قلة الدبرة» ولأننا تركنا «القرعة ترعى» لسنوات عدة، فطبيعي أن نلاحظ حالة «التحلطم» لدرجة ان الواحد لم يعد بمقدوره متابعتها وهي في تزايد في مواقع التواصل الاجتماعي من «تويتر» و«سناب شات» و«إنستغرام» وغيرها من الوسائل، والغريب ان بعضها خرج من بعض العاملين عبر إضراب أو احتجاج أو تذمر أو على صيغة شكوى.أظن ان المرحلة المقبلة تحتاج، كما ذكرنا في مقالات سابقة، إلى رجال دولة عندما تسند لهم المهمة يعودون إلى من هم أدرى بطبيعة إدارة مؤسسات الدولة وقد يستغرق وقتا من الزمن في حال اختيار رجال دولة من أصحاب المعرفة والخبرة وبدرجة عالية من النزاهة وحسن السير والسلوك ولا يتجاهل الكفاءات لسبب، «مو من ثوبنا» أو «العلة في اسمه الأخير» أو «ما أحبه» أو من تلك الأسباب التي أعادتنا إلى العتبة الأولى من عتبات سلم مكافحة الفساد بشقية المؤسساتي والاجتماعي.الذي نعيشه هو حالة من الفساد المعنوي المراد محاربته والذي أتى كمحصلة لطريقة الاختيار من نواب وقياديين.

زبدة الكلام٬ نستطيع أن نرسم غدا أفضل وأقسم بالله ان من الأمور البسيطة لو اتسمنا بالشفافية وعرض مرئيات مؤسسات الدولة أمام الجميع ليتقدم كل مخلص مختص لإبداء رأيه حولها (هذا إذا ما يبون يغيرون القياديين).

هل نحبكم: نعم. هل نصدقكم القول: نعم. هل ما نذكره يحاكي الواقع: نعم. لكن هل لديكم الاستعداد برغبة سماع صوت محبيكم من صدقوكم القول عن واقع في غاية السوء؟ الله المستعان.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك