أيقونة العمل التطوعي .. مشعل الظفيري يتحدث عن معالي العسعوسي

زاوية الكتاب

كتب 1111 مشاهدات 0

مشعل الظفيري

الراي

معالي العسعوسي والقات اليمني

مشعل الظفيري

 

تعرضت كويتية لعقوبة في الولايات المتحدة الأميركية بسبب خروجها من أحد المحلات التجارية ولم تدفع ثمن أحدى القطع سهواً، فكانت العقوبة أن تخدم في ملجأ للمشردين لبضعة أشهر... وبعد انتهاء المدة قامت معالي العسعوسي، بالتطوع في هذا الملجأ لسنتين، وفي الوقت نفسه كانت طالبة جامعية هناك. وعند عودتها إلى الكويت كان العمل التطوعي ملازماً لتفكيرها، فقررت الذهاب لليمن الشقيق بعد أن قدمت استقالتها من العمل الحكومي وباعت شركتها الخاصة وقامت بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية العالمية لمساعدة المنكوبين والفقراء.

عملت معالي لأكثر من ثلاث سنوات في اليمن باجتهادات شخصية وحاولت محاربة زراعة المادة المخدرة (القات) وحاولت إقناع الكثيرين باستبدال زراعة القات بزراعة البن، وبالفعل نجحت في ذلك. عملت على مساعدة الفقراء والمساكين وحتى المرضى غير القادرين على معالجة أنفسهم في بعض المستشفيات الخاصة، حتى التقت بالدكتور عبدالرحمن السميط، يرحمه الله، الذي يرتبط اسمه بالعمل الخيري لأكثر من 30 عاماً، وهو مؤسس جمعية العون المباشر.

 

كانت معالي تفكر جدياً في الهجرة إلى اليمن، وجاءت للدكتور السميط تستأنس برأيه، فضحك وقال لها «نحن الرجال هربنا من اليمن لصعوبة المجتمع وتركيبته المعقدة»، فأجابت معالي أنها عازمة على الرحيل، لكنها أرادت سماع نصائحه من واقع خبرته الميدانية في العمل الخيري، وبالفعل كان السميط، كالأب لمعالي، وقدم لها نصائح مهمة. وبعد هذا الاجتماع، اتخذت قرار الهجرة والاستقرار في اليمن، فعايشت حروباً قبلية، وكانت شاهدة على الثورة التي أطاحت الرئيس علي عبدالله صالح. واستمرت معالي في عملها الخيري حتى أنها بدأت تنظم ورش طبية، للتوعية ومعالجة بعض الحالات الخاصة بأمراض السرطان والعيون، وبمساعدة أطباء من الكويت وغيرها من الدول.

 

استمرت معالي بجهدها، حتى تسلمت مهام إدارة مكتب جمعية العون المباشر في اليمن، فأصبحت جزءاً من هذه المنظومة الخيرية الرائدة على مستوى العالم، ونحن نفخر بهذه الطاقات الكويتية التي ترفع علم الكويت في كل مكان، كل شخص حسب نشاطاته واجتهاداته، ولا عجب أن يسير أبناء الشعب الكويتي في العمل الخيري والإنساني، لأننا في الكويت تحت ظل قائد العمل الإنساني، وهو حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وفي القريب إن شاء الله ستكون هناك منشأة للعمل الإنساني العالمي تحمل اسم سموه، وكم أتمنى أن تنخرط كل اللجان والجمعيات والهيئات تحت مظلتها لتتوحد الجهود وتتكاتف الأيدي في مساعدة كل المحتاجين والمرضى على هذه البسيطة...

 

إضاءة:

 

معالي لم يكن همها التجول في المجمعات التجارية ولا الذهاب في الصيف إلى إحدى الدول الأوروبية او الأميركية، لكنها أرادت تحقيق حلم راودها منذ سنوات طويلة لتثبت وجودها الإنساني وهذه قمة السعادة لها حسب قولها... نسأل الله أن يجعل كل عمل تقومين فيه بميزان حسناتك.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك