سيجارة.. الشدادية

زاوية الكتاب

عن نتيجة التحقيق بالحريق 'تمخض الجبل.. فولد فأرا'- يكتب زايد الزيد

كتب 2405 مشاهدات 0


الخلاصة
سيجارة.. جامعة الشدادية!
زايد الزيد


في الوقت الذي لم ننتظر فيه وقفة حكومية جادة تجاه مسلسل حرائق موقع جامعة الشدادية، وهو المسلسل الذي بدأ منذ سنوات من دون معرفة أسباب تلك الحرائق، فوجئ الجميع بتصريح أطلقه أحد المسؤولين عن أن سبب الحريق الآخر يعود إلى «سيجارة»، وهكذا بكل بساطة يفترض ان على كل مواطن أن يصدق هذا السبب، وكأن الأمر لا يتعلق بمشروع تنموي طال انتظاره منذ سنوات القرن الماضي، وبعد جملة من هذه الحرائق والتي وصلت لخمسة حرائق تقريبا على مدى الثلاث سنوات الأخيرة، والتي لا نعرف أسبابها، يأتي المسؤول المعني ليحمل «سيجارة» مسؤولية الحريق الأخير!
فوفقا لما كشفه مدير عام الادارة العامة للاطفاء في تصريحه لإحدى الصحف قبل يومين «ان التحقيقات الأولية اثبتت ان سيجارة مشتعلة تم رميها في سرداب الكلية قيد الانشاء، أدت الى اشتعال الخشب والذي تمت محاصرته من قبل رجال الاطفاء»، والحقيقة لا يوجد عاقل يصدق هذا السبب، ولكن سنفترض جدلا حدوث ذلك، فنسأل المسؤولين عن غياب الشفافية في التحقيق، وإن كان هذا هو السبب فعلا «السيجارة» فمن هو الذي ستتم معاقبته؟ أم أن الأمر سيمر مرور الكرام كما عهدنا ذلك بمختلف القضايا والحوادث في البلاد؟! والمهم هنا - ومع افتراض صحة ما ذهب إليه تحقيق الإطفاء بوجود «سيجارة» تسببت بهذا الحريق - فان الحكومة تبقى هي المسؤولة عن توفير سبل الأمن والسلامة في موقع المشروع، فاذا كانت السبب «سيجارة»، فعلى الحكومة ان تتعامل مع الحادث على انه بفعل فاعل ومتعمد، وتبدأ بمحاسبة الفاعل والشركة المسؤولة ناهيك عن غياب شروط الأمن والسلامة والمراقبة بالكاميرات وغيرها.
والحقيقة، أن غياب الشفافية - وهو أمر اعتدنا عليه في ظل هذه الحكومة وغيرها من الحكومات السابقة - سيزيد من رقعة مؤشر عدم الثقة والاطمئنان، فإذا كانت الحكومة وحتى اليوم لم تنتفض لقضايا فساد طالت المال العام بمئات ملايين الدنانير- بشهادة تقارير مؤشرات مدركات الفساد ومنظمات دولية عدة - فهل نتوقع منها ان تنتفض للكشف عن حقيقة الحرائق المتكررة في مشروع حيوي مهم، حتى جاء الخبر المضحك ليتم تحميل «سيجارة» مسؤولية حريق ضخم امتد لمساحات واسعة استدعى اطفائها عدة ساعات، ولذلك ينطبق على هذا العذر «تمخض الجبل.. فولد فأرا»، ولا عزاء لهذا الشعب وأمنياته وتطلعاته بالخلاص من الفساد والمفسدين.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك