تركي العازمي يكتب.. الدروس من واقع العالم في 2020

زاوية الكتاب

كتب 500 مشاهدات 0

د. تركي العازمي

النهار

وجع الحروف-  الدروس من واقع العالم في 2020!

د. تركي العازمي

 

في المقال السابق المعنون بـ «رؤيتنا ورؤيتهم» تحدثنا عن طريقة رسم الرؤى، وتركت المساحة لمقال اليوم عن وضع الصناعة في عام 2018 من القراءات التحليلية لقمة سنغيلوراتي Singularity Summit التي عقدت اخيراً وعرضها آودو غولب Udo Gollub على «الفيس بوك»، وذكر فيها: «في عام 1998 كان لشركة كوداك أكبر شركة أميركية لمنتجات التصوير، 170 ألف موظف وباعت 85 في المئة من كل ورق الصور الفوتوغرافية حول العالم، وفي بضع سنوات اختفى نموذج أعمالها بعد دخول التكنولوجيا الرقمية وأعلنت إفلاسها في يناير 2012... ما حدث لكوداك سيحدث لكثير من الصناعات في السنوات العشر المقبلة ومعظم الناس لا يرونها مقبلة... إنه عصر ثورة البرمجيات Software التي ستعطل معظم الصناعات التقليدية في الـ 5 ـ 10 سنوات المقبلة».

في 2018 ستظهر سيارات التحكم الذاتي الآلية «الكهربائية» ذاتية القيادة للجمهور وبحلول 2020 ستتعطل سوق السيارات ولن ترغب في امتلاك سيارة... ستتقدم باستدعاء سيارة من هاتفك النقال الشخصي وتقلك إلى الموقع الذي تريد وتدفع قيمة التوصيل حسب المسافة المقطوعة... وهذا سيغير وضع المدن التي تحتاج إلى خفض 90 - 95 في المئة من المركبات وستتحول مواقف السيارات إلى حدائق. وفي الوقت الحالي، هناك 1.2 مليون شخص يتوفون ببسبب حوادث السيارات كل عام ويقع حادث كل 100 ألف كيلومتر٬ ومع القيادة الذاتية، ستنخفض الوفيات بنحو المليون وستنخفض نسبة الحوادث إلى حادث كل 10 ملايين كيلومتر.

 

وفي جانب التعليم٬ 70 في المئة من البشر خلال 2020 سيمتلكون هواتف ذكية مما يعني ان كل فرد يستطيع الوصول إلى مستوى تعليم عالمي٬ وفي دول العالم الثالث: سيستغني المزارعون في حقل الزراعة عن المعدات التقليدية، وكل عمليات الحرث والري والحصاد ستكون آلية٬ وستتحول الطاقة إلى شمسية، ناهيك عما ذكر حول الطب٬ القانون (المحاماة) التأمين ٬ مياه الشرب والبطالة.

من هنا أقول للحكومة ومجلس الأمة، هذا ما يحدث هناك وهذه القراءات التحليلة لما توصلت إليه الأبحاث والصناعات التحولية التي ستغير وضع العالم. ونحن ما زلنا نبحث في الورق والعقود وانخفاض سعر البرميل وتسعيرة الكهرباء والماء ولم نعير جانب تكنولوجيا البرمجيات والثورة الرقمية الإهتمام المطلوب مع ان رؤية الغرب تختلف شكلا ومضمونا، فمتى نصحوا من غفلتنا.

لا أبحاث لدينا ولا استثمار في الصناعات المقبلة لا محالة... ولا أطقم استشارية متخصصة تتابع ما يحدث من حولنا، حتى المباني الذكية والطاقة البديلة لم نستفد منها، وكذلك الطاقة الشمسية التي تعد في متناول اليد ولم نستفد من شمسنا الحارقة التي تولد لنا الطاقة بتكلفة أقل بكثير.

لا تناقشوا رؤية الكويت 2030 قبل الإجابة عن انطباعاتكم وتصوركم لوضع العالم بحلول عام 2020!

لا تناقشوا رؤية الكويت قبل ان تستوعبوا الدروس من حولنا، فنحن نتحدث عن أعوام قليلة ستطرق عقولنا الغائبة عن وضع العالم الجديد المقبل من الغرب وعندئذ لن تفيدنا عبارة «لو استثمرنا ولو فعلنا ولو قمنا ولو منحنا العقول النيرة الفرصة لبناء مستقبل الكويت»... اللهم قد بلغت اللهم فأشهد والله المستعان.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك