#حلب_تحترق

زاوية الكتاب

ما يحدث يكشف زيف شعارات المجتمع الدولي- يكتب زايد الزيد

كتب 1890 مشاهدات 0


النهار

زايد الزيد

يوماً بعد يوم، تمثل الأوضاع في القضية السورية انكشافاً واضحاً لزيف شعارات المجتمع الدولي بالقيم والمبادئ الانسانية والمناداة بالسلام والحريات والحفاظ على جميع المكتسبات الانسانية، فها هي مدينة حلب، تحدد تعريفا واضحا للعيان لزيف هذه الشعارات وتمثل تعرية واضحة لقبح المجتمع الدولي الذي يقف صامتا كصمت القبور عن ايقاف الجرائم التي يقوم به نظام السفّاح بشار بمعاونة دول وميليشيات مسلحة من الخارج ضد مدنيين عزل بينهم نساء وأطفال تحت اسم محاربة الارهاب، وهو شعار أجوف يتخذه المجتمع الدولي غاية ولكن في الحقيقة وتحديدا في سورية، لا نشهد محاربة للارهاب بل مسلسل ممنهج بواسطة آلة القتل يطال مناطق المدنيين لا مناطق الارهابيين كما يدعون!
فمنذ نحو أسبوع، تعيش مدينة الحلب تحت نيران القصف المتواصل يومياً بصواريخ البراميل المتفجرة بواسطة طيران النظام وبمعاونة الطيران الروسي الذي يدعي زورا بأنه يحارب الارهاب، ومنذ أسبوع لا تتوقف المشاهد التي تصل الينا عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من صور ومقاطع فيديو في كل منها قصة دامية تنفطر لها القلوب ما بين امرأة فقدت عائلتها وما بين رجل فقد أبناءه وما بين طفل ظل وحيدا يصارع الحياة وما بين أشلاء أطفال وما بين دماء تغطي الأجساد في كل حي، كل هذا لم يحرك ساكنا في «ضمير» المجتمع الدولي، بل وصلنا الى الحضيض بان تكون هذه المدينة المنكوبة خارج اتفاقية وقف اطلاق النار، وهو اعتراف صريح ومباشر من المجتمع الدولي للنظام بأن «افعلوا ما شئتم»!.
هكذا، وبكل بساطة اصبح المجتمع الدولي، خالٍ من الانسانية وهو ما أنفك يحدثنا في خطاباته عن الانسانية والحقوق ويتشدق بهما ويحث على العدالة في خطاباته وتصريحاته، ولكن الحقيقة مغايرة تماما، فقضية «حلب» تمثل حلقة من حلقات المسلسل الذي يكشف هذه الشعارات، وهاهي الأمم المتحدة التي لم نعرف عنها سوى القلق والاستنكار، وبينما ننتظر منها وقفة جادة، نجد ان حسابها الرسمي على الأمم المتحدة يحدثنا عن حفل لموسيقى الجاز من البيت الأبيض، وتارة أخرى يحدثنا عن طبخ وجبة طعام من سورية وكيفية تحضيرها، وكأن ما يحدث في حلب وسائر المدن المنكوبة لا يعنيها من قريب أو بعيد.

النهار - مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك