محمد نعمان يكتب .. الكويت في ذاكرة اليمنيين

زاوية الكتاب

كتب 557 مشاهدات 0

محمد نعمان

الجريدة

رؤى وزوايا - الكويت في ذاكرة اليمنيين... الشقيق الأكبر

محمد قاسم نعمان

 

في1979 انفجرت الحرب الثانية بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وكنت حينها سكرتيرا للتحرير في صحيفة '14 أكتوبر' (لن أخوض هنا في أسباب تلك الحرب، فذلك ليس ما أردت استهدافه من مقالتي هذه).

فما أردت تناوله هنا هو ذلك الدور التاريخي الصادق الذي أدته دولة الكويت ممثلة بأميرها في حينه الشيخ جابر الأحمد الصباح، رحمه الله، والشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت حاليا، وكان حينها وزيرا للخارجية.

لقد أحزنت تلك الحرب التي اندلعت بين الأشقاء في الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (شطري اليمن حينها) الأشقاء الكويتيين، فبذلوا جهودا كبيرة من أجل وقف تلك الحرب والعودة إلى التفاهم والسلام،

أتذكر حينها يوم وصول الشيخ صباح الأحمد الصباح، وكان حينها وزيراً لخارجية الكويت إلى مدينة عدن عاصمة اليمن الديمقراطية الشعبية، وحددت له الإقامة في إحدى الفلل الواقعة في 'المعاشق' بمدينة كريتر، وكلفت يومها بالتوجه إلى 'المعاشق' لإجراء لقاء صحافي مع الشيخ صباح الأحمد الصباح، وأجريت اللقاء وتم نشره في صحيفة '14 أكتوبر' متصدرا صفحتها الأولى.

وأتذكر أبرز ما تضمنه حديثه قوله: يحزننا كثيراً اندلاع هذه الحرب بين الأشقاء اليمنيين، ويسرنا أن نكون اليوم هنا في عدن لنسلم رسالة من الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت إلى قيادة اليمن الديمقراطية الشعبية، ونلتقي بهم لنعمل على وقف هذه الحرب، ونحن- أشقاءكم في الكويت- مستعدون لكل ما يطلب منا عمله من أجل وقف هذه الحرب.  كانت كلماته معبرة عن عمق الشعور الأخوي الصادق تجاه اليمنيين، وكانت معبرة بصدق عن حرصهم الشديد على أن يسود الحب والسلام بين اليمنيين في (الشمال والجنوب) وإن اختلف نظاماهما السياسيان.  وبالفعل قوبل ذلك الموقف الصادق والجميل للأشقاء الكويتيين بتفاعل إيجابي من قيادة اليمن الديمقراطية، التي كانت قواتها قد حققت انتصارات عسكرية كبيرة وصلت إلى قرب 'سماره' القريبة من العاصمة صنعاء، وكان المناضل الجسور الشهيد صالح مصلح في مقدمة قوات اليمن الديمقراطية التي كانت تتقدم سريعا نحو الشمال.

وبالفعل تم الإعلان، بعد تلك اللقاءات التي أجريت بين الشيخ صباح الأحمد الصباح وزير خارجية الكويت وقيادة اليمن الديمقراطية، عن وقف الحرب، والانتقال إلى المفاوضات بين الطرفين لحل المشكلات التي تسببت في اندلاع الحرب.

وحينها أعلن الشيخ صباح الأحمد ترحيب الكويت باستضافة ممثلي قيادات 'الشطرين' للقاء والتفاوض وبحث المشكلات التي تسببت في هذه الحرب، وبالفعل عقد اللقاء في الكويت بين وفد اليمن الديمقراطية يترأسه الأخ عبدالفتاح إسماعيل ووفد الجمهورية العربية اليمنية ويترأسه علي عبدالله صالح، وكان لي الشرف أن أكون في ضيافة دولة الكويت مرافقا صحافياً لوفد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

وها هي دولة الكويت ما زالت تواصل دورها وتجسد حبها للشعب اليمني، وتحرص على رفض الحرب بين اليمنيين، وتعمل من أجل أن يسود السلام بدلا من الحرب وحل المشكلات عبر الحوار والتفاوض، وها هو الشيخ صباح الأحمد الذي يتولى اليوم قيادة دولة الكويت الشقيقة، أطال الله في عمره، يواصل دوره ومحبته لليمنيين وزرع شجرة السلام بينهم، وها هم اليمنيون في الشمال والجنوب والشرق والغرب يجدون شقيقتهم الكبرى الكويت معهم وبينهم في أحلك الظروف والمحن والصعوبات.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك