ما هي مصادر الدخل البديلة التي حققتها البلاد؟!.. صالح الشايجي منتقدا الاعتماد علي النفط فقط

زاوية الكتاب

كتب 682 مشاهدات 0

صالح الشايجي

الأنباء

بلا قناع- سادة البحر.. عبيد النفط

صالح الشايجي

 

عاودت أسعار النفط الارتفاع خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولكنها مازالت تتماوج صعودا وهبوطا، فبعد تدنيها الى ما دون الـ 20 دولارا باتت هذه الأيام تقارب باب الأربعين إلا قليلا، بين خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء.

لن أكتب فيما أكتب هنا عن غيرنا ولا عن دولة نفطية أخرى غير دولتنا والتي مع الأسف اكتشفنا أنها ما زالت في سن الرضاعة النفطية ولم تفطم بعد.

عمرها النفطي ناف عن السبعين عاما ولكنها ما زالت متعلقة بثدي أمها النفط، لم تبلغ سن الفطام ولا سن الحلم ولا الشباب ولا الكهولة.

ما زالت وكأنها بنت العامين أو دون ذلك تلتقم ثدي أمها صباح مساء قبل النوم وبعده.

جرت بحار وبحار من النفط خلال تلك السبعين من السنوات، ولكنها لم تتعلم السباحة في تلك البحار الجارية.

ما الذي حققته الكويت من خلال النفط من مشاريع دائمة تغنيها عنه أو تجعله مصدر دخل ثانيا أو ثالثا أو حتى ثانويا.

ما هي مصادر الدخل البديلة للنفط التي حققتها البلاد؟!

لا شيء مع الأسف، ظللنا سبعين عاما نتعامل مع النفط كجهاز الصراف الآلي، كلما احتجنا مبلغا رحنا ندس فيه البطاقة ونكتب المبلغ المطلوب سحبه لننفقه ولما ينفد نعود نكرر العملية من جديد.

آمنا أو أن حكومتنا آمنت بالمثل القائل «اصرف ما في الجيب يأتك ما في الغيب».

صرف وبذخ وإنفاق جنوني بلا رشاد ولا ترشيد، وكلما زاد شبع المواطن زاد طمعه وشراهته للمال فراح يصيح مدعيا الحاجة، لتقول له الحكومة لبيك يا ولداه فتدس في جيبه ما يزيده جشعا وطمعا ونكرانا وتنكرا.

ضاعت الأموال بين السفهاء والفاسدين والمرتشين واللصوص، اغتنوا هم وافتقرت البلاد أو كادت.

أين الخطة الحكيمة التي تخطط لمستقبل البلاد من غير نفط وضمان بقائها وبقاء أهلها موفوري الكرامة لا يسألون ولا يستجدون، هانئين في بلادهم ناعمي البال جادين في حياتهم لا هازلين، كما هم اليوم وكما جعلتهم الحكومة من خلال سياساتها غير الرشيدة وغير العاقلة.

ما كنا نملك البحر وصرنا سادته، وملكنا النفط وصرنا عبيده!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك