الطبقة العاملة انتزعت حقوقها من خلال تنظيم نقاباتها وممارسة حرياتها .. برأي وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 514 مشاهدات 0

وليد الرجيب

الراي

أصبوحة- 1 مايو... غير

وليد الرجيب

 

صادف يوم الأول من مايو، العيد العالمي للعمال، حيث تحتفل الطبقة العاملة في كل أرجاء العالم بهذا اليوم، الذي يجسد انتصاراتها عبر تاريخها، ووحدتها وتضامنها الأمميين وتلاحمها في وجه الاستغلال الرأسمالي البشع.

وقد انتزعت الطبقة العاملة حقوقها في تنظيم نقاباتها، وممارسة حرياتها النقابية، حيث اعترف العديد من بلدان العالم بهذه المناسبة، واعتبرها عطلة رسمية تعطل فيها كل الدوائر الرسمية والمدارس والجامعات، تقديراً لدور العمال في بناء مجتمعاتها.

ويمر هذا العيد مصحوباً ببعض الإخفاقات والكثير من النجاحات للطبقة العاملة ونقاباتها في العالم، حيث كان اضراب اتحاد عمال النفط في الكويت، الذي اعتبره شخصياً أنه كان ناجحاً، دلالة واضحة على موقف العمال الوطني من قضية بيع ثروته النفطية، وخصخصة بعض قطاعاته، إضافة إلى رفض الانتقاص من حقوقهم، وهو ما أربك الحكومة التي لم تتوقع مثل هذا الحشد والإصرار الكبيرين، كما أن الاضراب كان أشبه بالإعلان عن عودة الوعي النقابي، والدور الوطني والتقدمي، حيث بات من الواضح اليوم الدور الطليعي للطبقة العاملة الكويتية وقواها التقدمية.

وجاءت يقظة الوعي هذه في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة الحكومية على الحريات والمكتسبات الاجتماعية للشعب الكويتي أجمع، فالقوانين والتشريعات تصدر من أجل تقييد الحريات العامة، وتزداد الملاحقة السياسية للمعارضين والمغردين، بل وتغولت الحكومة وسحبت جنسيات عدد من المواطنين وأسرهم، كما تتجه الحكومة إلى زيادة تعرفة الكهرباء، وزيادة أسعار البنزين، ورفع الدعم عن بعض السلع والخدمات، وفرض ضريبة على السلع، وهو ما يشي بموجة غلاء كبيرة منتظرة على العقار والإيجارات وغيرها من سبل المعيشة.

وفي عشية الأول من مايو اندلعت مظاهرات ضخمة في 150 نقطة في فرنسا، قدرت بأكثر من سبعمئة ألف متظاهر، شاركت فيها اتحاد النقابات «سي جي تي»، احتجاجاً على قانون العمل الجديد، الذي يتيح لرب العمل زيادة ساعات العمل إلى أكثر من 12 ساعة، ويعطي الشركات الحرية في فصل العمال وتخفيض أجورهم، كما تستعد النقابات الفلسطينية لمظاهرات كبيرة، احتجاجاً على قانون الضمان الاجتماعي الذي ينتقص من حقوقهم.

والمتابع للحركة النقابية والعمالية في العالم وقواها التقدمية، يجد أنها استغلت المناسبة، في تشديد النضال على أرض الواقع، من أجل حقوقها المشروعة، والدفاع عن مكتسباتها السياسية والنقابية والاجتماعية.

فكل عام والطبقة العاملة في الكويت وفي العالم أجمع بخير، وإلى مزيد من النضالات والدفاع عن حقوق شعوبها.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك