هموم الشباب بعد 2020 تختلف عن هموم «الشياب» .. يكتب تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 547 مشاهدات 0

د. تركي العازمي

الراي

وجع الحروف - هموم الشباب بعد 2020!

د. تركي العازمي

 

في المقال السابق والذي سبقه رفعنا «الكرت الأحمر»، لعل المضي إلى التيه من دون بحث في واقع الحال بعد سنوات قليلة يتوقف ونعيد الكرة من جديد لكن من منظور ملم بالفكر الإستراتيجي بعد الاستعانة بالله وثم الطاقات البشرية التي تؤمن بالتخطيط الإستراتيجي المتسق تماما مع مرئيات العالم من حولنا وما آلت إليه دراسات الشعوب المتقدمة وهي كثيرة لكن جرفتها عجلة المحسوبية إلى الركن المنسي.

ففي المقال السابق المعنون بـ «الدروس من واقع العالم في 2020» ذكرنا التحول الدراماتيكي لطبيعة الحياة والذي ينتج عنه بديل متوقع للطاقة وستصبح الحياة أكثر آلية، وهو مؤشر لظهور بطالة لن تكون مقنعة.

لك أن تتخيل الوضع العالمي من دون نفط؟

واليوم نعرج إلى جانب مهم مرتبط بفئة الشباب التي تشكل الغالبية من تعداد المواطنين.

هموم الشباب بعد 2020 تختلف عن هموم «الشياب»... إنها واضحة في وقت نلاحظ فيه الأطفال وكل منهم يمسك بهاتفه النقال والتعليم «لك عليه»، والتربية «سلم عليها»!

لن يكون هناك حاجة للبحث عن متنفس للتعبير عن الرأي ولن يكون هناك حاجز بين إفرازات النفس البشرية و«لقمة العيش» التي غالبا ما تشكل نقطة تحول في تعايش فئة الشباب مع المحيط المتدهور في شتى قطاعاته.

السؤال الذي طرحناه مراراً يدور حول خطة الكويت في مواجهة المتغيرات مع احترامي لقول النائب إن «الكويت الدولة الأولى بالعالم في التخطيط»... فهل لدينا بالفعل مدخول آخر غير النفط أو على الأقل رؤية للحصول على دخل غير النفط؟

الثابت إنه لا يوجد، وغيابه مع مرور عقارب الساعة التي تمضي بسرعة مخيفة يدفعنا إلى البحث في هموم الشباب بعد 2020؟

ماذا سنقول لطلبة الجامعة بعد تخرجهم، هل نستطيع الرد بـ «ماكو فلوس» مثلا أو «سجل في الديوان وانتظر دورك» و«ما كو بيت ولا قسيمة» ويمكن «ماكو معاش»؟

نريد أن نحمي فئة الشباب من خلال بناء مستقبل لا يعتمد على النفط نهائيا، ونريد صلاحهم وأن نغرس الولاء فيهم ونريد أن نسارع في ضخ الأموال باستثمارات عالمية مختصة في شركات الطاقة والبرمجيات التي ستحول طبيعة الحياة في السنوات المقبلة وبيع استثماراتنا في الصناعات الآيلة للزوال مستقبلاً وتحويلها إلى قطاعات ذوات عائد استثماري في المستقبل.

من وجهة نظري٬ هذا الأمر لن يتحقق ما لم تبادر الحكومة بصفة الاستعجال لإنشاء هيئة مختصة بالاقتصاد، كما طالبنا في السابق، وأن تغير طريقة إدارتها لمؤسسات الدولة وأن تعطي أهمية قصوى للتعليم والبحث العلمي بالتوازي مع تغيير ثقافة المجتمع لمزيد من اللحمة وروح الألفة بين مكوناته وتطبيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع من دون تفرقة وأثر للأداة السحرية «الواسطة».

الواقع المؤلم يجعل الأفكار تتزاحم في مخيلتنا وفضلنا اختيار ما هو المناسب في وقت حرج جدا بعد أن لمسنا الجهل بالمعطيات وما يستجد في العالم من حولنا.

لن نبحث عن التفاصيل الخاصة بواقع العالم بعد عام 2020، إنها منشورة في دراسات وأعلن عنها وكثير من الشركات ركزت على إيجاد حلول تعتمد على البرمجيات لأنظمة كهربائية لا تعتمد على النفط كمصدر للطاقة لها ويفترض من أحبتنا التحرك على عجالة لأن عام 2020 ليس ببعيد وما قد تستثمره الان قد يصبح لك بديلا عن مصدر النفط في القريب العاجل.

مما تقدم٬ أختم بما جاء في الآية الكريمة «إني لكما لمن الناصحين»، فهل نتحرك أم نترك الأمور على ما هي عليه... والله المستعان.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك