لافي اللافي في ذمة الله

وفيات

أول مختار للجهراء ونائب سابق في مجلسي الأمة والبلدي

5788 مشاهدات 0

الفقيد يتوسط شقيقه عبدالله وخالد الغنيم رحمهم الله جميعا

فقدت الكويت اليوم أحد رجالاتها العم لافي فهد اللافي عن عمر يناهز 95 عاما.

وكان قد شغل منصب أول مختار لمنطقة الجهراء وعضو سابق في مجلسي الأمة والبلدي .

وقد ولد العم لافي -رحمه الله- سنة حرب الجهراء عام 1920 في زمن الشيخ سالم المبارك رحمه الله وهذه الحادثة مشهورة بالتاريخ ومسقط رأسه ليس الجهراء بل المرقاب .

رشح العم لافي نفسه الى مختارية الجهراء بعد صدور قانون بإنشاءها مختارية سنة 1958 واصبح أول مختار للجهراء واستمر مختاراً حتى عام 1963 ثم ترك المختارية، وفي انتخابات مجلس الأمة سنة 1967 رشح نفسه ونجح وحصل على مقعد في البرلمان، ثم رشح نفسه لعضوية المجلس البلدي بعدها بسنوات ونجح وأصبح عضوا بالمجلس البلدي وبعدها ترك الانتخابات.

وكان الفقيد في مقابلة له مع إحدى الصحف المحلية قد تحدث عن بدايات عمله بالتجارة والاعمال التي اشتغل بها في شبابه قبل اكثر من نصف قرن فقال: «لم اعمل في مهمة الغوص على اللؤلؤ مع السفن الشراعية واتذكر ان أول عمل اشتغلت فيه هو تهريب السلاح من الرياض الى الكويت لبيعه على «الشواوي» الذين يسرحون بالحلال في الصحاري لوحدهم واكثر انواع الاسلحة التي نجلبها صناعتها انكليزية والمشترون يفضلون ام مشط التي تعرف باسم أم خمس فهي المفضلة لديهم وكنا نشتري السلاح بسعر زهيد ونبيعه بثلاثة اضعاف وهذه التجارة ممنوعة ويعاقب كل من يعمل فيها بقص رأسه وقتها عمري أقل من عشرين سنة ولم اتزوج وكان اخوياي في تلك التجارة من قبيلة العجمان اولاد مرزوق طيور شلوى منهم سعود الحيان وربعه ومدة السفر من الرياض الى الجهراء تسع ليال بحمولة 30 بندق كل سفرة.

ثم عملت في تهريب الشاي في سنة البطاقة اثناء الحرب العالمية الثانية لان الحكومة ما قصرت واصدرت بطاقة للتموين لتوزيع المواد الغذائية على الكويتيين واحتكر التجار استيراد الشاي وبيعه باسعار غالية فقمنا بتهريبه بوسائل مختلفة كوضعه داخل الخشب بالسفينة الشراعية وهذه الاعمال وقتها لم نخش المخاطر أو العقوبات لآن الحياة صعبة انذاك وكنا شباب.

وفي ربيع عام 1940م ذهبت مع المرحوم محمد ابو قذيلة العازمي على بعير الى ديار العجمان والعوازم بالمنطقة الشرقية كمليجة وعتيج والصرار وابو ظهير وبقينا عند العوازم ثمان ايام وكل ليلة يذبحون لنا خروفا اكراماً لنا وكان هدف السفرة هو شراء جلود الطليان لانه جاء الى الكويت تاجر الماني يهودي اسمه ابن نحاس وكان مقيم عند الشيخ احمد الجابر رحمه الله ونشتري نحن الجلد بثلاث او اربع روبيات ونبيعه على التاجر اليهودي ابن نحاس بمبلغ يتفاوت ما بين عشرة واثنى عشر روبية وكان الكثير من الناس تشتري الجلود من اهل البادية بواسطة السيارات، أما انا ومحمد فذهبنا الى تلك الديار لأن السيارات لا تستطيع الوصول اليها واستمرت سفرتنا حوالي شهر وجمعنا مئة قطعة من الجلد الطيب، وعند عودتنا اتصل عمي سعد اللافي رحمه الله بالتاجر اليهودي وجاء مع مرافقه واسمه مهلي ابن الشاعر الكبير صقر النصافي وكان الشيخ احمد الجابر قد اوصاه بان يكون مرافقا له بالكويت، وقام التاجر اليهودي وفحص كل قطعة على حدة وقال له عمي سعد ان القطعة على اثني عشر روبيه فرد اليهودي

وتحدّث عن ذكريات من الجهراء وأيام الطفولة والدراسة بقوله درست: عند الكتاتيب بالجهراء وكان المطوع اسمه احمد البواردي جاء الينا من المجمعة وتعلمت منه العلوم كلها كالقراءه والكتابة وحفظ القرآن، ثم اكملت التعليم عند مطوع اخر من اهل الجهراء وهو المرحوم منصور البناق السعيدي الظفيري..

واتذكر السيد خلف النقيب رحمه الله وكان لديه مزرعة وبيت بالجهراء وكان يأتي الينا في فصل الربيع في كل سنة ويقيم لمدة شهرين او ثلاث اشهر وهو رجل جليل وكريم وله احترامه وتقديره لدى اهل الجهراء واتذكره جيدا رحمه الله رحمة واسعة واتذكر زوجته واسمها شيخة وكانت تطلع مع نساء الجهراء رحمها الله.

وعن علاقته بالشيخ أحمد العراك كشف العم لافي اللافي اعجابه بالرجال الطيبين الذكر ويتذكر ابرزهم بقوله من الرجال النادرين المرحوم أحمد العراك شيخ الزقاريط من قبيلة شمر وهو رجل كريم ويسوى ناس كثيرين وله مواقف ووالده الشيخ عراك لم ألحق عليه ولهم تاريخ مشرف وقد حاربوا ابن هذال على السيطرة على الاراضي في الماضي.

وتحدّث عن الجد خليفه الشمري قائلا: جاء من حائل ديرة شمر من جبل اجا وهو جبل طويل طوله 70 كيلو متراً وكان يسكنه الكريم حاتم الطائي وسكن جدي خليفة الكويت قبل مئتين سنة عام 1820م وتزوج وانجب كلا من مفرج وفراج ورجا وعيد ولافي ونهيره وعيده، وجدي لافي انجب فهد وسعد، ووالدي وعمي مزعل السعيد اخو ابي من امه دخلوا الغوص مع سفن الكويت اما عمي سعد فقد كان يحب العمل بالصحراء.

وحول الطقس قديماً: إن البرد في الماضي أشد وأقسى وكنا نسكن بيوتا من طين لا يوجد بها عازل وتحمينا من البرودة، واذكر سنة الهدامه الثانية اللى صارت في عام 1954 حيث استمرت الأمطار تنزل لمدة 21 يوما متواصلة وبعدما خلصت الا ونحن منتهين فبيوت الجهراء كلها تهدمت وأهل الجهراء لم يسكنوا المدارس في تلك السنة لانه لا يوجد آنذاك مدارس مبينة من طابوق فيها، وقام الشيخ فهد السالم رحمه الله فأعطانا ما بين خمسة آلاف روبية إلى خمسة عشر الف روبية فهدينا ما تبقى من بيوتنا وبنينا بيوتا من طابوق وشندل وكذلك الحال كل أهل الجهراء.

وتطرق الى مزارع الجهراء القديمة حيث قال: الجهراء قرية زراعية ولدينا مزارع قديمة فيها وموقعها مقابل مخفر الجهراء القديمة وهي بالقرب من بحرة سليل وجارنا مزرعة المرحوم سليمان العريفان ومزرعة المرحوم ابراهيم الجاسم التي بها الآن مستوصف الجهراء وبعدها توجد الصويدرة وهي مزرعة يملكها المرحوم سليمان صالح السعيد الذي سكن داخل الكويت، وأهل الجهراء كانوا يزرعون حنطة ونخل وطماط وكان المحصول يوزعونه بينهم ولا يبعونه في الكويت لانهم كانوا على روح واحدة وكلهم رأفة ومحبة بينهم وابرز قلبان في الجهراء هي الصويدرة ومريطبه.

ويحدثنا العم الفاضل لافي اللافي عن هذه الحادثة مع الشيخ صباح السالم رحمه الله فيقول «في سنة هدامة التي تكلمت عنها كنا جالسين بديواننا ليلاً فسمعنا صوتا ينادي يابن لافي يابن لافي واذا به الشيخ صباح السالم الصباح جاء الينا في الليل وسألناه عسى ماشر فاجاب كنت بسيارتي بالقرب من المطلاع ثم غرزت بفضل الأمطار الغزيرة والطينية وقد اوصلني صاحب سيارة اليكم بعد ان طلبت منه ان يوصلني لديوان اللافي فقلنا له سوف نذبح لك ونطبخ لك عشاء فرد علينا «اريد منكم ان توصلوني لأم علي بسياراتكم» وهو يمزح معنا وبعد ان تعشى كلفنا عبدالله ابداح المطيري بتوصيله على احدى سياراتنا «وانيتات» إلى قصره، والشيخ صباح السالم يحبنا وهو شيخ طيب وافعاله حميدة طيب الله ثراه.

ويكشف ابو فهد حنينه الى حائل بان له جماعة من ربعه يسكونها وان جوها يختلف عن جو الدنيا كلها وان اراضيه غير اراضي الدنيا كلها وان بردها ليس كبرد الكويت وعمرت حايل الان بخلاف الماضي وكبرت وكثرت سكانها وقد زرتها لاول مرة في حياتي سنة 1961 واشتريت فيها بيتا ومزرعة وزرعت فيها ستة الآف شجرة استوردتها من الشام لكن لقلة المياه واهمال المزارعين تلف الشجر ثم شريت لي مزرعة بالخطة وهي من القرى القريبة من حائل وحملت النخل من مزرعتي الأولى الى هذه المزرعة الجديدة بواسطة السيارات وحفرت لها مترين وثلاثة امتار وعمرت بفضل من الله وكلفتني المزرعة مليون ريال في تلك الفترة، ولدى مزرعة اخرى في منطقة القفار بحايل واقضي حالياً معظم أيامي في مزرعتي بالخطة التي اعتبرها بيتي الثاني

العم لافي اللافي رحمه الله اشتهر بالجود والكرم وحب مساعدة الناس.

ناشر ورئيس تحرير زايد الزيد يتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسرة المغفور له بإذن الله العم لافي اللافي.

الآن

تعليقات

اكتب تعليقك