مؤشر خطير.. سلطان الخلف معقبا على إقتحام البرلمان العراقي

زاوية الكتاب

كتب 453 مشاهدات 0

سلطان الخلف

الأنباء

فكرة- الشعب العراقي ينتفض ضد الفساد الطائفي

سلطان الخلف

 

اقتحام أعداد كبيرة من المتظاهرين العراقيين البرلمان العراقي منذ أيام وفرار أعضاءه من أمامهم ونقل رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى مكان آمن بعيدا عن المتظاهرين الغاضبين هو مؤشر خطير على ما وصلت إليه الأوضاع السياسية والحياتية من ترد في العراق. لم يعد الشعب العراقي يتحمل الفساد الطائفي الذي جلبه لهم نوري المالكي طيلة الثمانية أعوام من رئاسته للحكومة السابقة والذي تمثل في ضياع مليارات الدولارات من أموال الدولة جراء سوء الإدارة والتعدي عليها دون محاسبة، وفي تدهور مستوى الخدمات الضروية كخدمة الكهرباء، حيث يعاني العراقيون وهم يعيشون على بحر من الذهب الأسود من انقطاع مستمر للكهرباء وندرة المياه الصالحة للاستعمال وارتفاع معدلات البطالة وضعف الخدمات الصحية وغيرها من الخدمات التي ينتظرها الشعب العراقي من حكومته. فمنذ سقوط النظام البعثي العلماني في العام 2003 ودخول العراق في نفق الطائفية بدعم من الحكومة الأميركية انشغلت الحكومة العراقية في تكريس الطائفية وإقصاء المكونات الطائفية الأخرى لتجعل من العراق بلدا طائفيا على غرار الدولة الإيرانية الصفوية ونسيت ان واجبها هو خدمة الشعب العراقي وانتشاله من الظروف البائسة التي يعيشها، واكتشف العراقيون أنهم خدعوا بلعبة طائفية سمجة لدغدغة عواطفهم استغلها كبار مسؤولي الحكومة وأعضاء البرلمان من أجل خدمة مصالحهم الخاصة وتكوين ثرواتهم بغير حق من أموال الدولة العراقية.

 

ربما بدأ العراقيون يعون خطورة حكومتهم الطائفية وبدأوا يشعرون أن من واجبهم مواجهتها بكل قوة قبل تغولها وتحولها إلى دكتاتورية تستغل الطائفية من أجل بقائها في السلطة وعلى حساب مصالح الشعب العراقي وهذا ليس بغريب على العراقيين فقد ثاروا في مطلع القرن العشرين ضد الاحتلال الإنجليزي، ثم ثاروا ضد الملكية في العام 1958، وها هم اليوم وهم يقتحمون البرلمان يعبرون عن رفضهم في أن تقع بلادهم تحت نفوذ إيراني وفي ظل حكومة طائفية متحالفة معها لا يعنيها خدمة المواطن العراقي ولا سيادة العراق أو استقلاله.

****

لا يمكن تفسير ما يتعرض له الشعب السوري من قتل وتشريد وتدمير للمدن المحاصرة على رؤوس ساكنيها ومن خلال تنسيق روسي- أميركي إلا ضمن إطار الانتقام من المسلمين المسالمين الذين يريدون تقرير مصيرهم بأنفسهم، وصار الشعب السوري المسلم أمام خيارين إما الانصياع لإرادة روسيا وأميركا وإما القتل. هذا التهديد والوعيد يلاحق المسلمين في جميع أنحاء العالم قبل ظهور «القاعدة» أو «داعش» أو أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقد تجلى ذلك بشكل واضح في مذابح مسلمي البوسنة والهرسك وفي قلب القارة الأوروبية المتحضرة وأم حقوق الإنسان!

****

هرعت وسائل الإعلام الغربية منددة بالقتلة ومدافعة عن المدون الهندوسي الذي اغتيل في بنغلاديش بعد أن سخر من الإسلام ورموزه وأشادت بكونه علمانيا يمارس حريته في التعبير، لكنها تغض الطرف عن اعتداءات الهندوس المتطرفين على المسلمين المتهمين بتناول لحم البقر!

****

عندما صرح أوباما لصحيفة «أتلانتيك» بانه مستاء من انتشار ارتداء الحجاب في إندونيسيا لانه ناتج من تأثير الوهابية فلا بد أن تصاب بالدهشة من ضحالة معرفة رئيس دولة عظمى ذي جذور إسلامية بأبسط تعاليم الإسلام، كما تشعر بأن مثل هذا التصريح تتبعه تداعيات خطيرة ضد المسلمين لأنه يشجع على الكراهية لكل ما هو إسلامي وربما تتفهم أكثر أسباب الأوضاع المأساوية التي يعيشها المسلمون في سورية وفلسطين. لا فرق بين أوباما وترامب.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك