'ترامب ' غير قادر على تحقيق حلم الوصول إلى البيت الأبيض.. برأي يوسف العازمي

زاوية الكتاب

كتب 589 مشاهدات 0

يوسف العازمي

 

الجريدة

إضافات / «كل هوا... وله شراع»

يوسف عوض العازمي

 

«نحن مستمرون في الاعتقاد أن ترامب ليس محافظاً، ولا يمثل الحزب الجمهوري، ولا يمكنه الفوز على هيلاري كلينتون، وهو ببساطة ليس مؤهلاً ليكون رئيساً للولايات المتحدة».

الكلام أعلاه صرحت به كاتي باكر، مستشارة الحزب الجمهوري التي تقوم بحملة إعلامية تكلفت الملايين ضد ترامب، أي أنها من نفس الحزب لا من الحزب المنافس.

بناء على ما سبق، وعلى إشارات كثيرة أخرى، لا أعتقد بقدرة المرشح الجمهوري ترامب على تحقيق حلم الوصول إلى البيت الأبيض، لأنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح، والخطاب الشعبوي الذي يتبناه ترامب، ولعبه على المتناقضات لن يقدما له النجاح على طبق من ذهب، فمازال هناك المؤتمر العام للحزب، الصيف المقبل، وهو سيحتاج لكي يترشح للرئاسة إلى 1237 مندوباً، ولا أعتقد أنه سيحوز هذا العدد، وحتى إن حاز ه فسيكون خصماً سهلاً للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، هكذا تقول كثير من التوقعات.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فأثناء الحملة الانتخابية للرئاسة الثانية للرئيس السابق جورج بوش الابن حينما كان منافسه آنذاك جون كيري وزير الخارجية الحالي، كان منافسا شرساً، وقريباً جداً من الفوز، وكان كيري يتخذ شعارات فيها حدة ضد سياسة بوش في الشرق الأوسط، وكان يركز على التعاطي مع المملكة العربية السعودية، وكان يطلق تصريحات لاذعة ضد السعودية بالذات، أتذكر وقتها أن السفير السعودي الأسبق في واشنطن الأمير بندر بن سلطان رد على كيري بتصريح مهم بما معناه أنك يا كيري ستغير أطروحاتك ضد المملكة حينما تصل إلى البيت الأبيض، وستعرف الأهمية الكبرى للسعودية في السياسة الأميركية، وسيتغير خطابك إلى الواقعية. هنا ركزت على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، ولضيق مساحة المقال، مررت بعجالة، حتى أبين أن السياسة الأميركية تقوم على استراتيجيات طويلة المدى، وليست رهناً بوصول فلان أو علان من المرشحين الرئاسيين، فالخطوط العريضة ممنوع تغييرها إلا بحساب دقيق، والصلاحية للرئيس قد تكون في التفاصيل والأسلوب، وهو ما يتبين من خلال الطريقة والأسلوب المختلف بين الحزبين في الولايات المتحدة.

سواء وصل ترامب أو هيلاري، لن نلحظ تغييراً جذرياً تجاه الشرق الأوسط، وتبدو المسطرة واحدة لهيلاري مع الرئيس الحالي أوباما، وهي التي كانت وزيرة خارجيته إبان رئاسته الأولى، وهي الطباخة رقم 1 للربيع العربي، وكانت بصماتها واضحة في ميدان التحرير بالقاهرة، في تلك الأيام التي كانت تحذيرات هيلاري المتواصلة للرئيس الأسبق حسني مبارك، بعدم قمع تجمعات ميدان التحرير، فكانت العتبة الأولى التي أسقطت حكم مبارك في نهاية تراجيدية بعد ثلاثة عقود، وبعدها مارست الهواية مع الملك حمد في البحرين ولولا فزعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتدخله العسكري لربما حدث ما لا تحمد عقباه.

في النهاية، لا فرق بين السياستين الحالية والمقبلة، وإن كانت هيلاري هي الأقرب كما أتوقع، وعلى كل فعلينا التعامل بحذر مع الرئيس المقبل أياً كان بالأسلوب السياسي الذي يحفظ مصالحنا ويعزز العلاقة المتميزة مع الولايات المتحدة، وكما هو عنوان المقال: 'كل هوا وله شراع'.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك