سيموت في مهده.. يوسف سليمان متحدثا عن البديل الإستراتيجي للحكومة

زاوية الكتاب

كتب 549 مشاهدات 0

يوسف شعيب

الجريدة

إضافات - الدستور... والكتاب المقدس

يوسف سليمان شعيب

 

منذ ما يقارب شهراً أو أكثر بقليل، والحديث عن البديل الاستراتيجي متداول في جميع الأماكن، وعلى جميع المستويات السياسية والنقابية والمجتمعية والأهلية، والكل يتحدث من وجهة نظره الخاصة، والغالبية تنظر إلى البديل على أنه مساس بالرواتب، وهذا ما أوصلته الحكومة إلى الشعب بالتنسيق مع أصحاب النفوذ والمصالح.

هذا دفع الغالبية العظمى إلى محاربة تطبيق ذلك البديل (الذي سيموت في مهده) وستضطر الحكومة إلى اقتراح بديل آخر أو التراجع عن الفكرة من الأساس، بعد أن صرح البنك الدولي بأن الكويت تتمتع بتوازن ممتاز في الميزانية، ولا يوجد عجز فيها، ومادام هناك من يعارض فكرة البديل جملة وتفصيلاً، وهم السواد الأعظم، والدستور سندهم في تلك المعارضة والدفاع عما كفله لهم، المصيبة أن الحكومة وضعت خصخصة مؤسسات وشركات وطنية رابحة ومنتجة بشكل عالي الجودة، ضمن خطتها لإنعاش الاقتصاد، في مقابل تركها للهدر الموجود في مجلسها والإدارات التابعة له، وكذلك عدم المساس بالمخصصات والمميزات التي تصرف لبعض الهيئات العليا، وكذلك ما يتم صرفه للقياديين في الوزارات.

وحسب ما نمى إلى علمي، فإن الحكومة سوف تستثني بعض الفئات من تطبيق البديل الاستراتيجي، وهذا سيدفع البقية إلى التحرك والحشد والمطالبة باستثنائها كالآخرين، فتكون الحصيلة التي سيطبق عليهم البديل الاستراتيجي هي الوظائف التنفيذية التي لا حول لها ولا قوة، وليس لديها من يدافع عنها، وهي الطبقة الكادحة، ذات الرواتب المتدنية، التي ما يكاد يأتي اليوم العاشر من الشهر إلا وتنتظر نزول المعاش للشهر المقبل، وكذلك سيطبق 'البديل الجحيمي' على أصحاب الدخول المتوسطة والضعيفة والمتقاعدين، فقولوا بربكم: أفي هذا البديل عدالة، إنه مقصلة للكادحين من أبناء الشعب.

أي دستور هذا الذي ينصف جزءاً من الشعب ويرمي إلى الجحيم بالجزء الآخر، نعم إنه الدستور الثابت الذي أصبح اليوم كالكتاب المقدس، والذي صار يقدم ويفضل على كتاب الله، رغم وجود مادة أساسية صريحة معطلة منذ أن صدر، وهي أن ينقح كل خمس سنوات إلى ما فيه زيادة في حرية الشعب ورفاهيته.

هذه المادة عطلت منذ ولدت، لتعلن أنه لن يتم تنقيحه أو تعديله إلى ما يطمح إليه الشعب... نحن كشعب دستورنا كتاب الله، ومن ثم حكمة ولي أمرنا.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك