عبد الله الحويل يرى أن الأسلوب الأوروبي لمكافحة الإرهاب اقل كفاءة من نظيره الأميركي

زاوية الكتاب

كتب 596 مشاهدات 0

د. علي الحويل

الأنباء

الزاوية - بلجيكا الآن

د. علي الحويل

 

الآن وبعد أن هدأت ثورة العاطفة في بلجيكا ستبدأ فيها ثورة العقل لمعرفة كل ما يمكن معرفته عن الجريمة والاستفادة من دروسها وستطرح أجهزة الاستخبارات في أوروبا عموما وبلجيكا خاصة مجموعة من التساؤلات والاستنتاجات تسهم الإجابة عليها ودراستها في تحديد أسباب قصور الأجهزة الأمنية عن اكتشاف المخطط الإرهابي قبل حدوثه والتحديد بدرجة كافية لمن يحسب نجاح الإرهابيين هل لكفاءتهم في التخطيط والتنفيذ أم لعجز برنامج مكافحة الإرهاب الأوروبي عن مواكبة التطور في منهج الإرهابيين؟ ومن أهم ما سيتم تناوله التالي:

أولا: هل لحزام البؤس الذي يطوق المدن الأوروبية والمقصود الأحياء الفقيرة الواقعة على أطراف المدن الكبرى وتعاني من الفقر والجهل والبطالة وانتشار الجريمة والبغاء وتجارة المخدرات، دور في صناعة الإرهابي؟ الإجابة واضحة خاصة في الأحياء المتمسكة بمعتقداتها وتحديدا الأقليات المسلمة السنية، كيف يمكن اختراق هذا الحزام استخباراتيا ووقف نشاطه كمصدر لصناعة الإرهابيين.

ثانيا: ما مدى التعاون بين أجهزة الأمن الأوروبية وهل تفاوت مستوى الكفاءة بينها يؤثر سلبا علي تداول المعلومات وما الذي تستطيع تركيا المسلمة السنية تقديمه لهذه الأجهزة بعد تقديم الدعم المطلوب لتطوير أجهزتها؟

ثالثا: أثبتت جرائم الإرهاب أن الأسلوب الأوروبي لمكافحة الإرهاب اقل كفاءة من نظيره الأميركي لذا لا بد من الانفتاح على التجربة الأميركية وتدريب عناصر المكافحة الأوروبية على نظمها وتكثيف تبادل المعلومات بين أوروبا وأميركا في هذا المجال.

رابعا: ظهر واضحا في السنتين الأخيرتين أن المنظمات الإرهابية تمكنت من تطوير نفسها استخباراتيا فصار نظام جمعها المعلومات اكثر فاعلية ويمنحها دقة كبيرة في تحديد أهدافها وتوقيت عملياتها حتى ان الحكومة البلجيكية اعترفت بتفوقها عليها في تخطيط وتنفيذ العملية المزدوجة الأخيرة في بروكسل فما هي ومن هم مصادر معلوماتها وكيف يمكن شلها؟

خامسا: إن النجاح المتكرر لمنظمات الإرهاب يعود لكونها تستطيع تلبية أطماع اتباعها بسهولة لعدم وجود نظام معقد كأنظمة الدولة يعيقها في كثير من الأحيان عن تنفيذ وعودها، فضلا عن أنها تقدم وعدا لا يمكن لغيرها تقديم مثله فهي تعد أفرادها بالجنة ونعيمها.

سادسا: إن احترام قيم الإنسانية والعدالة والحرية يشكل عائقا أمام الأجهزة الأمنية الأوروبية عند ملاحقة المشتبه بهم والتحقيق معهم ويبدو أن أوروبا في طريقها للتخلي عن الالتزام بهذه القيم عندما يتعلق الأمر بالإرهاب تماما كما تفعل الولايات المتحدة، ولقد اسهم التعريف الطبي للإرهابي في مساعدتها على هذا التجاوز الذي يجيز تقييد حريته أو القضاء عليه إذ لا سبيل لتقويمه إطلاقا.

سابعا: الدور العربي والإسلامي في ملاحقة الإرهابيين والتضييق عليهم والاشتراك في الحرب على جماعاتهم والاهتمام بالتثقيف العقائدي.

وبالطبع فان هناك العلاقة الآخذة في التنامي بين المنظمات الإرهابية والمتطرفة وعصابات المافيا خاصة الإيطالية ومجموعة أخرى من العوامل الأقل أهمية ارتأينا تأجيلها إلى مناسبة أخرى.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك