لغز الطائرة المصرية المنكوبة

عربي و دولي

فضيحة البطاريات تقلل فرص الوصول إلى الصندوقين الأسودين

1151 مشاهدات 0


تقف فرق البحث التي أوكلت إليها مهمة العثور على الصندوقين الأسودين لطائرة مصر للطيران المفقودة التي تحطمت وعلى متنها 66 شخصا أمام صعوبات تقنية يحدد خبراء الطيران سببها ببطء الاستجابة للمتطلبات الإجرائية في كوارث سابقة.

ومع اقتراب ثلاث سنوات قضتها فرق البحث في التنقيب عن طائرة الخطوط الماليزية (إم.إتش 370) في المحيط الهندي دون العثور عليها تبدأ مهمة شاقة أخرى في البحر المتوسط ولم تطبق حتى الآن دروس
العمليات السابقة.

وأمام فرق الإنقاذ 30 يوما لا أكثر قبل نفاد طاقة بطاريات أجهزة الرصد تحت الماء المصممة لإرشادهم إلى صندوقي تسجيل بيانات الرحلة وهم ينقبون في مساحة 17 ألف كيلومتر مربع شمالي مدينة الإسكندرية.

وبعد حوادث سابقة لتحطم طائرات فوق البحر اتفق القائمون على وضع ضوابط الطيران على زيادة زمن الإرسال ومداه لمثل هذه الأجهزة لتعزيز فرص العثور على دليل ومنع وقوع حوادث أخرى في المستقبل.

كان المحققون الفرنسيون أول من أوصى بهذه التغييرات وعمادها زيادة زمن بطاريات أجهزة الرصد إلى 90 يوما في أواخر 2009 أي بعد ستة أشهر من حادث طائرة إير فرانس في المحيط الأطلسي.

لكنها لم تقر استجابة لحادث اختفاء طائرة إلا بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ حين فقدت طائرة الخطوط الماليزية (إم.إتش 370) ولن يبدأ تطبيقها إلا في 2018 وهو تاريخ متأخر جدا لن يساعد في البحث عن طائرة مصر للطيران في رحلتها رقم 804.

ويقول محققون فرنسيون إن الطائرة المصرية أرسلت تحذيرات برصد دخان على متنها. ولا تشير التحذيرات إلى سبب الدخان ولا يستبعد خبراء الطيران عملا متعمدا أو خطأ فنيا بينما أرسلت مصر غواصة آلية للمشاركة في عملية البحث.

وهذه هي ثاني مرة خلال ما يزيد بقليل على عام واحد يكون فيها الاعتماد في عمليات البحث على تقنية الصندوق الأسود التي ابتدعت قبل عشرات السنوات بعد تحطم طائرة إير آسيا في بحر جاوة.

ووجه عدد من الخبراء انتقادات للتأخر في تطبيق التغييرات الخاصة على أجهزة الرصد لزيادة عمر بطارياتها وتحسين فرص البحث عن الصناديق السوداء. وكان بين المنتقدين رئيس سابق لهيئة الطيران
الفرنسية التي تساعد في البحث عن الطائرة المصرية.



* «فضيحة حقيقية»

يقول جان بول تروديك الذي أشرف على تحقيق هذه الهيئة الحكومية الفرنسية خلال حادث طائرة إير فرانس متحدثا لرويترز «قضية البطاريات تمثل فضيحة حقيقية.

»تركيب البطاريات الجديدة سيتم بتكلفة لا تذكر. لم يكن هناك من سبب يدعو للانتظار حتى 2018«.

وخلال الأيام الأولى بعد أي حادث في البحر تكون الأولوية لاستخدام أجهزة سالبة أي لا يحتاج تشغيلها لأي طاقة تكون لها القدرة على رصد نبضات أجهزة الرصد. لكن ما أن تنفد طاقة هذه البطاريات يتحتم على الباحثين استخدام أجهزة تعمل بالسونار وأجهزة آلية وهي معدات عالية التكلفة وتحتاج لوقت طويل. فعلى سبيل المثال تطلب الأمر عامين- باستخدام هذه الطريقة- للعثور على طائرة إير فرانس 447 في المحيط الأطلسي.

وقال تروديك»لكم أن تتخيلوا حجم الضغط الذي يسببه قصر الأمر على 30 يوما.«

ويقول مصنعون إن تطبيق التوصيات المراد بها زيادة عمر أجهزة ئالرصد ليس بالتحول الهين.

وقال متحدث باسم هيئة سلامة الطيران الأوروبية»الصناعة لا تطور تقنية جديدة بين عشية وضحاها.. ولكي يستعد صناع الطائرات فإن فترة العامين تبدو معقولة.'

ويزيد التحدي بشكل خاص في حالة الطائرة المصرية وهي من نوع إيرباص إيه-320 إذ يرقد حطامها في أعمق بقاع البحر المتوسط على عمق يتراوح بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات وهو ما يكاد يزيد على المدى المحدد للاستماع لإشارات أجهزة الرصد.

وقد يعني هذا ضرورة وضع معدات الرصد السمعي على عمق يزيد على كيلومتر ونصف تحت سطح الماء باستخدام أجهزة متخصصة لا تتوفر بكثرة.

الآن: رويترز

تعليقات

اكتب تعليقك