الحكومة لا تعرف أولويات بناء الدولة.. هكذا يرى وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 486 مشاهدات 0

وليد الرجيب

الراي

الأولويات- أصبوحة

وليد الرجيب

 

يتحدد مقدار النجاح أو الفشل بالرؤية الواضحة للأولويات، سواء على مستوى الأفراد أوالمجتمع أو الجماعات أو الإدارة الحكومية، والفشل في وضع الأولويات يؤدي إلى فشل عام، حيث يؤثر جانب على الجانب الآخر، حتى يتساقط كل شيء كقطع الدومينو.

وتحديد الأولوية يأتي من جانب شخصي أو ذاتي بالدرجة الأولى، بما فيها الإدارة الحكومية، هو جانب بشري وهو المسؤول عن اختيار الأولوية، وقد يكون الدافع غير واقعي أو نفعي أو مصلحي ضيق، وهذا يعني أن الإنسان يعرف الأولوية الأهم، لكنه يتجاهلها ويتعمد وضع أولوياته الخاصة والثانوية.

فإذا وضع شاب أولوية العمل على التعليم، يكون قد وضع أساساً هشاً لعمارة حياته، وإذا وضع الشاب المتعلم أولوية السيارة الفارهة أو السفر على تكوين نفسه، يكون قد وضع أولوية زائفة لها كلفة كبيرة مالياً وزمنياً.

الأولوية تعني حسن الاختيار، ورؤية الصورة المستقبلية العامة بواقعية وتجرد، أو كيف ستبدو الأمور عليه لاحقاً، ووضع الأساسات القوية التي سيقوم عليها البناء، ولا يجب وضع الكسب السريع كأولوية، فكسب قليل دائم خير من كسب كثير زائل.

الحكومة لا تعرف أولويات بناء الدولة، أو تتعمد اغفالها من أجل المصالح الشخصية، فلا فائدة من بناء برج تجاري، دون وضع بنية تحتية، ودون بناء مدرسة أو مستشفى، أو دون بناء عقول تضع البلد على سكة التنمية الحقيقية، والعقول تحتاج إلى حرية التفكير والإبداع والمبادرة، تحتاج إلى السخاء في الإنفاق، من أجل مردود مجز، كأي مشروع تجاري أو استثماري ناجح وسليم البناء.

يفترض أن تكون أولوية الحكومات هي بناء إنسان واع ومنتج، أو بناء صناعة تنتج صناعة، وليس إدارة مجتمع كالقطيع، يأكل ما يقدم له ويستهلك أكثر مما ينتج، فالعقلية والإرادة الحرتان والمشاركة، هي أساسات يجب التعب عليها وتنميتها، وخلق بيئة صالحة لها.

وقد تكون الأولوية أحياناً، هي تعلم الدروس من الأخطاء، وإعادة النهوض من جديد، فهناك بلدان دمرتها الحروب تماماً، واستطاعت النهوض ثانية والتقدم بخطى ثابتة، ليس لأن إنسانها يختلف عن بقية البشر، لكن لأن حكوماتها تعرف ما هي أولويات إعادة البناء، والتي تكفل لها النجاح واستغلال الزمن أفضل استغلال.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك