إننا دولة أحادية الموارد ارتبط نموها بالنفط .. بوجهة نظر عادل المزعل

زاوية الكتاب

كتب 819 مشاهدات 0

عادل المزعل

الأنباء

صراحة- الكويت بعد النفط

عادل نايف المزعل

 

كان النفط عصا سحرية غيرت الكويت وحولتها من مجتمع صغير يعتمد في رزقه على البحر إلى دولة اتسعت فيها مساحة العمران والمنشآت على اختلاف أنواعها وتحول الإنسان الكويتي من البحر إلى مهن أخرى أقل خطورة وأعظم مردودا، وقيمة النفط لا تخفى على احد، فهو المادة المحركة للحياة ولتقدم الإنسانية، ولكن لا يخفى على أحد أيضا ان النفط مادة ناضبة منتهية، ولهذا فإن جشعنا في استخراجه من باطن الأرض وحرصنا على سرعة تسويقه وبيعه، على الرغم من أنني أرى أن قيمة النفط وهو في باطن الأرض أضعاف مضاعفة لقيمته بعد استخراجه، يجعلنا كمن يملك مالا في خزانته وأخذ ينفق منه الى أن يأتي يوم ينتهي هذا المال ويفنى ويتبدد ونحن نسرف في استخراجه ونبذر في انفاقه.

الحقيقة الكبرى انه ثروة ناضبة ولم تعد هذه الحقيقة تشغلنا ان نفكر مجرد التفكير فيها، إننا دولة أحادية الموارد ارتبط نموها واستثمارها وبناؤها ورفاهية أبنائها بالنفط فماذا لو انتهى هذا المورد وهو المصدر الوحيد للدخل عندنا!؟ وكلنا نعلم تأثير هبوط أسعار النفط هذه الأشهر، هذا هو السؤال الذي يحتاج الى عشرات الاجابات فهل اعددنا البلاد والعباد لهذه اليوم المقبل؟ ان من يطالع أحوالنا يعرف الاجابة سلفا عن هذا السؤال، فنحن لا هم لنا إلا بعثرة أموالنا يمينا وشمالا في صور هبات ومنح لبعض الدول وإنفاق لا مردود له ولا جدوى منه فهل غاب عن المخططين في الدولة ان النفط هو المورد الوحيد لبلدنا الكويت! فلا بنيتنا الاساسية اهتممنا بها ولا زراعة، انها كارثة حقا ان ينتهي النفط من الكويت ولو احسنا التعامل مع أموال النفط التي بين ايدينا الآن لقمنا بالإنشاء الكامل للبنية التحتية التي ترهلت لتكون صالحة لعشرات السنين ولن نحتاج بعد ذلك لإنفاق دينار واحد عليها، ولبنينا المنشآت التعليمية ولشققنا الطرق ولاقمنا الجسور ولانشأنا كويتا جديدة على حدودنا من الشمال والجنوب من المناطق المحاذية لحدودنا الإقليمية إنشاءات كاملة تستوعب الزيادة السكانية ونوفر لها المرافق الصحية والتعليمية والثقافية والدينية ونسعى جاهدين لخلق قاعدة صناعية متكاملة، وليفرض كل وكيل للسيارات على وكالته أن تقيم مصنعا للسيارات في الكويت بالتجميع حتى ولو بأيد عاملة غير كويتية ولا ضرر في هذا حتى ننشئ جيلا ماهرا صناعيا يقدر على العمل اليدوي كذلك فلنعد إلى البحر بأسطول صيد كبير يستخرج خيرات البحر ويقوم بتعليبها وتصنيعها وإعادة بيعها، لدينا البحر ولدينا الجزر فلنتوسع في البحر كما فعلت هولندا ودول أخرى كثيرة ونقيم صناعة السفن التي برع فيها الأجداد ونحول الكويت إلى صناعة السفن مهما كانت صغيرة أو كبيرة لدينا الكثير لنفعله فليست الحياة مقصورة على مورد النفط، فلنحسم التخطيط وندرك أن نهاية النفط قادمة ونعد انفسنا وشعبنا لهذا اليوم إعدادا ذكيا قائما على العلم والرغبة في العمل الصادق، فالدول تقاس بقدرة أبنائها على الإبداع ومواجهة المصائب ونحن إن شاء الله أهل لهذا.

قال الشاعر:

يا أمتي إنني غدوت مبعثرا

متلعثما فيما أقول خجولا

ماذا أقول وحالنا يا أمتي

كالزرع يشكو صفرة وذبولا

فلقد هويت من الذرى بعد العلا

وغدا مصابك في الأنام ثقيلا

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم آمين.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك