التجارة الرابحة بقلم عبدالعزيز الدويسان

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الدويسان 1382 مشاهدات 0

عبدالعزيز الدويسان

ليس كل الغيوم تحمل مطر، ولا تحكم على الشجرة من أوراقها ، وليس كل ما يلمع ذهب ولا كل ما يبرق فضة ، ليس كل أبيض شحم ولا كل أسود فحم ، الرداء لا يصنع الراهب ، حكم تنوعت واختلفت وتعددت عن الحكم على المظهر الخارجي وتناسي الجوهر .
المظاهر الخادعة حكم على شخص يحتال عن طريق اللحية ، كم من شخص يدعي الغنى وهو فقير ، نصنف الأشخاص حسب مظهرهم ونعطيهم صكوك الغفران بمجرد الشكل ، الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطينا درس مهم في الحياة ، اقرأها وتمعن أيها القارئ الكريم ، جاء رجل إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - معه شاهد يشهد ، قال: ائت بمن يعرفك فجاء برجل ، قال: هل تزكيه، هل عرفته ؟ ، قال: نعم ، فقال عمر - رضي الله عنه - وكيف عرفته ؟ ، هل جاورته المجاورة التي تعرف بها مدخله ، ومخرجه ؟ ، قال: لا، قال: هل عاملته بالدينار والدرهم الذي بهما تعرف بهما أمانة الرجال ؟ ، قال: لا، قال: هل سافرت معه السفر الذي يكشف عن أخلاق الرجال ؟ ، قال: لا ، قال: عمر - رضي الله عنه -: فلعلك رأيته في المسجد راكعًا وساجدًا فجئتَ تزكيه !!!!، قال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال عمر - رضي الله عنه - اذهب فأنت لا تعرفه ، ويا رجل ائتني برجل يعرفك فهذا لا يعرفك .
وكان لأبي حنيفة جار سكير فاسد نصحه حتى تعب من كثر نصحه فتركه وذات يوم طرقت الباب زوجة السكير تدعو أبا حنيفة للصلاة على زوجها السكير .. فرفض أبا حنيفة ، وفي منامه جاءه السكير وهو يتمشى في بساتين الجنة ويقول : قولوا لأبي حنيفة الحمد الله أن لم يجعل الجنة بيده ولما أفاق أبو حنيفة من نومه ذهب مسرعا وسأل زوجة السكير عن حاله ... فقالت : هو ما تعرف عنه ، غير أنه كان في كل يوم جمعة يطعم أيتام الحي ويمسح على رؤوسهم ويبكي ويقول ادعوا لعمكم ( فلعلها كانت دعوة أحدهم ) فندم أبو حنيفة أشد الندم لا تسبوا أصحاب المعاصي ولا تحتقروهم فإنما نحيا بستر الله ولو كشف الله عنا ستره لفضحنا ، ولا تغتر بكثرة الصلاة أو الصيام فلا ندري من يكون إلى الله أقرب .
التجارة الرابحة كنز من كنوز الحسنات ، وهي أن يجعل العبد بينه وبين الله تعالى طاعة أو عبادة من غير الفريضة ، أو عملاً صالحاً يعملها إلى أن يلقى ربه ، هذه الأعمال زاد الآخرة تسمو الدرجات وتكفر السيئات ، فلا تعير أحد بطاعتك وعصيانه فالقلوب تتبدل ومن ثبت قلبك قادر على تقليبه فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن .

الآن - رأي: عبدالعزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك