هناك تراجع في مستوى حرية الرأي.. بوجهة نظر صلاح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 559 مشاهدات 0

صالح الشايجي

الأنباء

بلا قناع- حبس الرأي

صلاح الشايجي

 

هل حدث تراجع في مستوى حرية الرأي في الكويت؟

نعم حدث تراجع نحن ككتاب أدرى الناس به لأنه يتصل بنا اتصالا مباشرا وجميع مؤشراته لدينا، ونحن الترمومتر الذي يقيس مؤشر حرية الرأي.

كنا نصول ونجول ونقول ونكتب بلا سقف سوى سقف القانون الذي إن تجاوزناه تتم إحالتنا إلى النيابة فإما تبرئنا أو تديننا بالغرامة المالية.

هل تغير القانون وغلظت العقوبات على الرأي وأثر ذلك في حرية إبداء الرأي؟ لا لم يتم شيء من ذلك ولم يمس القانون، بقي القانون على ما هو عليه، ولكن العلة تكمن في ترسخ وصايات جديدة من الناس أو مما يسمى بالرأي العام، شكلت ضغطا على الصحافة وعلى حرية ابداء الرأي.

تغيرت مفاهيم الناس وضاقت صدورها وانغلق جزء كبير من عقولها.

مجتمع اليوم ليس هو مجتمع الستينيات والسبعينيات والثمانينيات ولا حتى التسعينيات وربما إلى أول الألفية الثالثة أي قبل ستة عشر عاما.

مفاهيم الناس لم تعد انفتاحية وليس لديهم الاستعداد للانفتاح بقدر ما أصبحوا يميلون للانغلاق والانطواء على مفاهيم وثقافات ميتة أو مندثرة، ويغلقون الباب أمام أي فكر تنويري جديد.

ونرى هذا جليا وواضحا إذا ما ظهر مفكر اسلامي تنويري وطرح أفكارا من قلب الدين وفيها نوع من تصحيح بعض المفاهيم المنغلقة السائدة والتي استقرت رغم خطئها في أذهان الناس، نجد أن الرأي العام هب هبة رجل واحد رافضا أفكاره التصحيحية التنويرية، ويكون صاحب الرأي عرضة للسخرية ممن لم يجهدوا انفسهم حتى بقراءة كتاب واحد.

صار الجميع قضاة، كل يحاكم بطريقته وبفهمه وحسب توجهه ويبالغ البعض بإيكال التهم وتصنيفها تصنيفا بعيدا تماما عن لب القضية التي أصدر حكمه فيها.

هذا الواقع المستجد شكل حبسا للفكر وللرأي ولحرية الكتابة وحتى الإبداع فيها، وشكل ضغطا سواء على الكتاب أنفسهم أو على المؤسسة الصحافية نفسها والتي شأنها شأن أي مؤسسة في أي مجتمع لابد أن تنقاد إلى الرأي العام وثقافة المجتمع السائدة.

وهذا مع الأسف ما يحدث ليس عندنا فقط ولكن في أغلب البلاد العربية.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك