عن تعيينات الحكومة والحسابات الإنتخابية.. يتحدث محمد المطني

زاوية الكتاب

كتب 628 مشاهدات 0

محمد المطني

النهار

نقش- سيادتكم لقد غرقنا

محمد المطني

 

أغرقتنا تعييناتهم وحسباتهم الانتخابية، حولوا مؤسسات الدولة إلى سلة تجمع كل رداءة مصالحهم وكل أصواتهم الانتخابية والسياسية، الحكومة تعين من تريد ضمان مواقفه واخلاصه لها لتبقى جماعته السياسية أو العائلية موالية لها ولقراراتها في المستقبل، والنواب يسعون بكل ما يملكون من خضوع واتباع إلى استخدام صلاحياتهم لا في تطوير البلد ومراقبة أداء الحكومة ولكن في توزيع قواعدهم الانتخابية على الوظائف القيادية والمناصب بشكل مقزز وسط صمت الجميع وبتفاخر قبيح شاهدنا الكثير منه دون خجل أو حياء.

لم يعد همهم إلا التفكير في البقاء تحت الضوء، أي ضوء مهما كانت نوعيته ومهما كان باهتا ويفقد المتعرض له احترام نفسه واسمه وتاريخه، مادام الضوء باقيا فليذهب الوطن والشعب وقوانين العدالة والمادة 7 من الدستور إلى الجحيم، تقاسم كامل لكل موارد الدولة في حرب تبيد كل آمالنا في التطور والتقدم، يخلطون الأوراق ثم يرحلون في النهاية دون حساب ولا عقاب ويتحمل الذي جاء بعدهم عبء ما فعلوا وسوء ما اقدموا عليه، ويتحدثون بعد كل ذلك عن حب الوطن وعن التضحية وعن باقي جمل التعبير والحشو الذي تعودنا عليها.

في عهدهم تركوا مشروع قانون المناصب القيادية حتى اشعار آخر، فهو القانون الذي سيخلط زيت مصالحهم بماء كراسيهم، وهو الذي سيكشف سطحية وصورية وجودهم في عالم السياسة وخطأ اختيار الناس وصمتهم عن هذا النمط الذي ابتلينا به، وهو القانون الذي سيحد من مشكلة التعيين بالواسطة والتي تحدث عنها رئيس الوزراء في تصريحه الشهير.

مشكلة هذه التعيينات البراشوتية الرديئة تكمن في بقاء أثرها بعد مغادرتهم مناصبهم وكراسيهم، يذهبون هم ويتعلق من وظفوه بالواسطة في بلعوم الوزارة أو المؤسسة كشوكة لعينة، تحميه بعد ذلك قوانين الخدمة المدنية ويستمر هذا المتوسط له في شغل المناصب القيادية وهو لا يستحقها وفق القانون ولكن بحماية القانون نفسه.

القانون ومبدأ العدالة الذي لم يلتفتوا له عندما اختاروا هذه النوعية من المسؤولين العاجزين عن تقديم أي إضافة للدولة في مناصبهم ويفتقرون لأدنى شروط الكفاءة والاستحقاق فمن نلوم ومن نحاسب؟ لا نلومهم فمعيار الاختيار كان في الجانب الانتخابي وجانب الولاء لا غير وهذه هي مصيبتنا، عبث بكل ما تحويه الكلمة من معنى، جريمة نشهدها دوريا مع كل خبر لاختيار وزير أو وكيل أومدير أو غيره، اللهم سلم سلم. تفاءلوا.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك