هناك قتلة آخرين للطفلة إسراء.. برأي داهم القحطاني

زاوية الكتاب

كتب 3503 مشاهدات 0

داهم القحطاني

بينما تنشغل الكويت في الجريمة المروعة التي قام بها مواطن وزوجته حيث ضربا ابنتهما ذات الأربع سنوات حتى الموت يبرز تساؤل مهم ومتكرر حول مسؤولية الدولة عن تنامي جرائم العنف ضد الأطفال في ظل وجود قوانين تحد من ذلك .

السبب الرئيسي لهذا الكسل من قبل مؤسسات الدولة المعنية وللأسف أن معظم القياديين في البلد يصلون للمنصب ليس لأنهم كفاءات مهنية ومتخصصة قادرة على تنفيذ القوانين بل لأنهم مقربين من أصحاب القرار أو لأن لديهم واسطات عائلية وطائفية وقبلية وحزبية أتاحت لهم تولي المسؤولية العامة وهم غير أكفاء لها .

في مأساة الطفلة إسراء لا تقع المسؤولية على الأب فقط فرغم أنه وحش بشري حقيقي تجرد من إنسانيته وقام بجريمة مروعة لم تعتادها الكويت إلا أن مصير الطفلة أسراء كان سيكون مختلفا لو طبقت الدولة قانون حقوق الطفل الذي صدر في مايو 2015 وكان يفترض أن يتم تطبيقه مطلع شهر نوفمبر الماضي .
هذا القانون العصري يحتاط لجرائم العنف ضد الأطفال التي تصدر من الوالدين ويحمي الأطفال عبر آليات محددة من ضمنها إنشاء مراكز لحماية الطفل في كل محافظة مهمتها الكشف عن العنف الذي يواجهه الأطفال وتوفير الحماية لهم بالمتابعة أو بإيوائهم في هذه المراكز إن كان وجودهم مع أسرهم يشكل خطرا عليهم .

من مهام هذه المراكز وفقا للمادة 77 الآتي :
- تلقي الشكاوى عن حالات تعرض الطفل للخطر المنصوص عليها في المادة (76).
- اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لمعالجة الأطفال المعرضين لأي نوع من أنواع الأذى.
- إنشاء سجل خاص تقيد فيه كل حالات تعرض الطفل للأذى من أي جهة كانت ويكون كل ما يدون في هذا السجل سرياً لا يجوز إفشاؤه أو الاطلاع عليه إلا بإذن من النيابة العامة أو الإدارة العامة للتحقيقات أو المحكمة المختصة بحسب الأحوال.
- توفير خط ساخن لتلقي جميع الشكاوى المتعلقة بحالات تعرض الطفل للخطر .
في الولايات المتحدة وأوربا ورغم العدد الكبير للسكان إلا أن الدول توفر الحماية الفعلية للأطفال من أي انتهاك عبر أطقم عمل احترافية لا يدخل فيها نظام ' هذا ولدنا ' ولا نظام ' الأقربون أولى بالمنصب ' ولا نظام ' ضبط ولدنا بأي منصب قيادي ' .

المناصب القيادية في الكويت للأسف بعضها يتم من أجل الترضيات السياسية فمثلا حين يتم تكريم أحدهم بعرض منصب وكيل وزارة مساعد على ابنه يختار هذا الإبن المدلل الوزارة أو الهيئة أو المجلس الذي يريده فيقود هذا المرفق بلا علم أو خبرة فتقع المصيبة على الكويتيين كلهم .

أرحمونا من سرطان الواسطة فهذا السرطان يأكلنا أحياء .

الآن - كتب : داهم القحطاني

تعليقات

اكتب تعليقك