ديوان الخدمة المدنية .. للنواب! .. خالد العرافة يكتب

زاوية الكتاب

كتب 719 مشاهدات 0

خالد العرافة

الأنباء

اطلالة- ديوان الخدمة المدنية.. للنواب!

خالد العرافة

 

يحل علينا بعد أيام شهر رمضان المبارك أعاده الله على الجميع بالخير والصحة والعافية وبهذه المناسبة أتقدم بأصدق التهاني والتبريكات إلى مقام سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وإلى سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، حفظهما الله وأدام عليهما موفور الصحة والعافية.

في إطلالتي هذه المرة ابعث عبر سطورها رسالة موجهة إلى سمو رئيس مجلس الوزراء أتمنى أن تجد التجاوب السريع من سموه مثل ما عهدناه تجاه العديد من القضايا المطروحة، بدأت ظاهرة تفطو على السطح تحتاج من معاليكم حث الوزراء والوكلاء بعدم استقبال النواب في وزارات وهيئات الدولة وهذا الأمر بدأ جليا للجميع خلال الفترة الماضية وبكل جرأة.

نجد وزارت الدولة تفتح ديوانيتها لاستقبال المراجعين والاستماع عن قرب إلى مشاكلهم تمهيدا لإيجاد الحلول المنطقية التي ترضي الطرفين، ولكن ما نلاحظه حاليا ان بعض القياديين في الدولة خصص مكتبه أو قاعة اجتماعاته لبعض النواب الذين يزاحمون المواطن البسيط الذي يبحث عن الموعد بعد جهد جهيد حتى يشرح مشكلة تعرض لها سواء من خلال مظلمة تخص عمله أو أمر متعلق بمراجعته لهذه الجهة.

حقيقة الوضع يا سمو الرئيس بحاجة إلى إنصاف المواطن البسيط الذي يستجير بك وبأمثالك من أبواب المسؤولين المغلقة في وجهه في وزارات الدولة ومفتوحة ومشرعة بالعامية لنواب الأمة الذين يجد البعض منهم فرصة لكسب الأصوات على ظهر هؤلاء الموطنين.

قبل فترة اتصل بي صديق في وزارة الصحة وطلب مقابلتي في ديوانية الوزارة التي حدد لها يوما معينا لاستقبال المراجعين ولبيت دعوة الصديق حتى أشاهد حجم المعاناة وانقلها عبر زاويتي إلى سمو رئيس مجلس الوزراء، حيث ان المراجعين محشورون في صالة الاستقبال وينتظرون الشفقة من قبل هؤلاء المسؤولين للنظر في مشاكلهم ولكن للأسف انتهى اليوم دون الالتقاء بهذا المسؤول بحجة انتهاء الوقت المحدد، استمعت عن قرب إلى إخواني المراجعين وسألتهم كيف يتم تخصيص هذا اليوم لمقابلتكم ولا يوجد احد منكم دخل على المسؤول قالوا بحسرة: إن هذا اليوم للأسف مخصص للنواب وتم الزج بالمراجعين من اجل التسويق الإعلامي في وسائل الإعلام.

بعد هذا الحوار مع الشخص العزيز حاولت الدخول على هذا القيادي ولكن للأسف أولا يسألك «البودي غارد» المنتشرين على أبواب ديوانية المسؤول ما مشكلتك؟ وزودنا باسمك وإذا لم تكن من ضمن القائمة لا تستطيع الدخول فسألت الموظف لماذا إذن تفتحون الباب للمراجعين ولا تنظرون في مشاكلهم؟!

قال المسؤول مشغول بالمراجعين وتبين فيما بعد ان سبب انشغاله يعود الى تواجد النواب في ديوانه، عندها علمت جيدا ان بقاء بعض المسؤولين في مواقعهم بوزارات الدولة مرتبط بإرضاء هذه الفئة من النواب الذين لا يخلو الأمر من مخالفتهم للأنظمة والقوانين التي نحترمها في انجاز أي معاملة.

ان وجود هذا النائب في حد ذات مخالف لأنه يسلب حق مواطن هو أحق بترقية او منصب او علاج من الأشخاص المحسوبين عليه، لذلك بات من الضروري يا سمو الرئيس حسم الأمر والانتباه لهذا الوضع الذي بات مزعجا لدى عامة الناس لأنه لا واسطة في أخذ حقوق الناس الذي كفلها لهم الدستور.

بعد هذه الحادثة بفترة وجبت مراجعتي إلى ديوان الخدمة المدنية لإنجاز معاملة تخصني وهي حق لا تحتاج الى واسطة او غيره لاستحقاقها وجدت مكتب رئيس الديوان مكتظا بالمراجعين قلت: ما شاء الله أخيرا وجدنا الباب المفتوح الذي يستمع لمعاناة الناس ولكن بقدرة قادر اكتشفت وأنا جالس في المكتب اعتذار مدير مكتب رئيس الديوان بأن الرئيس لا يستطيع مقابلتك لانشغاله باجتماع، وفي اليوم التالي راجعت الديوان لمقابلة الرئيس وكان نفس الجواب الرئيس عنده ضيوف وانتظر انتظرت قرابة الساعة ونصف الساعة حتى يأذن لي بالدخول وبعدها خرج الضيوف وتبين انهم بعض أعضاء مجلس الأمة معهم أشخاص يحملون ملفاتهم جميعها معاملات تخص موظفين وشاهدت المباركات تقدم من قبل السكرتارية الخاصة بالنواب للمواطن المغلوب على أمره والظروف ألجأته إلى إنجاز معاملته بهذه الصورة.

الطامة أن رئيس الديوان مع الأسف الموجود لخدمة المواطن والاستماع إلى مظالمهم اكتفى بمقابلة النواب وحل جميع مشاكلهم واغلق الباب في وجه جميع من كان ينتظره بحجة أو بأخرى متناسيا مقولة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد داخل قبة البرلمان وتواضعه حينما قال: وجدنا لخدمة الشعب فعلا نحتاج أمثالك يا أبو خالد لأن الملجأ الوحيد للموظف هو الديوان اصبح لا تستطيع شرح معاناتك الا بواسطة نائب، لذلك يجب ان يكون أي قيادي موجود بالدولة ملزما بفتح أبوابه ومعاملة الجميع بمسطرة واحدة دون تمييز لأن وضعكم بهذه الأماكن ليس للبرستيج والتعالي وإنما النظر في قضايا الناس وحلها.

كما أتمنى من رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم إنصاف المواطنين وإيجاد آلية تمنع النواب من مراجعة الوزارات لإنجاز المعاملات لأنني على يقين بأن هذا الوضع لا يرضيك تماما فكلنا أمل فيك يا أبوعلي وأبوصباح في التشديد على الوزراء بعدم استقبال النواب وكذلك منع النواب من مراجعة الوزارات وكل عام والجميع بخير.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك