نطالب بالديمقراطية فإذا ما تحققت صرنا ديكتاتوريين إقصائيين.. بوجهة نظر صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 423 مشاهدات 0

صالح الشايجي

الأنباء

بلا قناع - راقصة في البرلمان

صالح الشايجي

 

رشحت فنانة استعراض مصرية نفسها للانتخابات البرلمانية الأخيرة في بلدها، فهاج البعض وماجوا وسلخوها بألسنة حداد وصوبوا سهامهم عليها من كل حدب وصوب، ونالها الكثير من التصغير والإهانات والسباب والشتم.

تارة بحجة اختيارها لمنطقة ذات طابع أثري خاص يحفل بالآثار الدينية وتفوح منه نكهة التاريخ العريق، وتارة بعدم جواز تمثيلها وهي «الرقاصة» للمرأة المصرية، ولم ينس أولئك الرافضون الهائجون المائجون بالطبع أن ترشحها «مؤامرة»!!

بكل تأكيد فإن سوافل الرجال والفاسدين والمفسدين واللصوص والمرتشين والمجردين من الضمائر، لو ترشح منهم أحد، فلن يمسسه لسان بسوء، لأنه ليس «رقاصة»!

ما هو عيب «الرقاصة»؟ عيبها في أنظارهم أنها تكشف لحمها وتعري جزءا كبيرا من جسدها أمام العيون البصاصة، وأنها فرجة للناس!

لم يحاسبوها على ارتشائها ولا سرقاتها ولا تعديها على المال العام ولا على إفساد الضمائر والذمم ولا على أيمان كاذبة ولا على حنثها في قسم، كما فعل ويفعل الكثيرون ممن لم تطلهم تلك الألسنة ولم تصبهم سهام الرماة.

ولكن جل ذنب هذه المسكينة وربما كله أنها «رقاصة». الترشح للبرلمان عمل ديموقراطي، والديموقراطية لم تفصل لعلية القوم دون أدنيائهم، بل إن العكس هو الصحيح، ولم تحلل لذي الشأن الكبير وتحرم على ذي الشأن الصغير.

بل إن الديموقراطية جاءت لتعلي من شأن الصغير لا من أجل تكبير الكبير.

مع الأسف نحن العرب نطالب بالشيء ونريده على مقاسنا ومناسبا لأفكارنا المتخلفة، نطالب بالديمقراطية فإذا ما تحققت صرنا ديكتاتوريين إقصائيين، ونشترط من هو الذي من حقه أن يتظلل بسقف الديموقراطية وينعم بنعيمها ومن هو الذي لا يجوز له ذلك.

أنا لا تعنيني تلك الفنانة ولا أعرف إمكاناتها فيما لو كتب لها الفوز وصارت تحت قبة البرلمان، ولكن أنطلق فيما أكتب من منطلق حق الإنسان في ممارسة حقوقه تحت مظلة القانون والدستور، وهذه المرأة مستوفاة الشروط القانونية المطلوبة في المرشح البرلماني، والجهة المنوط بها فحص أوراقها أجازتها، لذلك من حقها مثل بقية المرشحين أن ترشح نفسها، وأصوات الناخبين هي الحكم لا أصوات المانعين المحتجين.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك