محمد العطوان يطالب الحكومة ومجلس الأمة بالإستماع إلى رأي الشارع

زاوية الكتاب

كتب 393 مشاهدات 0

محمد العطوان

الراي

خواطر صعلوك- هلاوس صائم!!

محمد ناصر العطوان

 

مرحباً عزيزي القارئ الجائع حتى الإفطار، والصائم طوال السنة عن سماع أي كلمة تريحك من عناء التفكير في مستقبل أبنائك في ظل هذه الأوضاع، حيث انتقلنا من مرحلة الضرب بالعقال إلى مرحلة الحذف بالنعال، ومن مرحلة سن القوانين إلى مرحلة سن السكين، السكين التي لن تجرح أحدا من المتصارعين سوى الشعب!

واسمح لي أن أدعوك اليوم على الإفطار، ولكن ليس في شقتي التي لن تتسع! ولكني أدعوك إلى بيوت الله حيث موائد الرحمن تكفي الجميع، واعلم بارك الله فيك وزادك بسطة في العلم والجسم أنه ليس في موائد الرحمن إهانة لشخصك الكريم، ولكنها شرعت أصلا لكي يتشارك فيها الغني والفقير ما يجعل المتعفف يشارك دون حرج (اللهم ارفع عنا الحرج).

صحيح أننا نحب أن نجلس على موائد الحكومة وأن نصلي في صفوف المساجد، ولكنني أدعوك اليوم لتغيير الروتين بحيث تجلس على موائد الرحمن وتصلي في مجلس الوزارء والأمة...عندها ربما تتغير الأحوال.

فتخيل معي زاد الله خيالك اتساعا ورصيدك انتفاخا لو أن السادة الوزارء والمسؤولين قرروا أن ينزلوا الى الشارع ليتشاركوا موائد الرحمن مع الناس،عندها سيظهر الوجه الحقيقي للتسامح على الموائد بدلاً من إظهار وجه مزيف في الملاعب، حيث كانت كل أهداف مباراة الحكومة والمجلس في مرمى الشعب فقط.

وتخيل معي لو أن مواطناً بسيطا مثلي ومثلك تفاجأ بأحد الوزارء يجلس بجانبه، ولكن ليس على طريقة عضو مجلس قيادة الثورة، بل على طريقة عضو مجلس شورى الناصحين الذين يأكلون في بيوت الله ويشاركون الناس همومهم، فماذا سيكون شعور المواطن عندها؟ سيشعر هذا المواطن كما لو أنه كان طوال عمره يمارس لعبة كرة القدم في الشوارع ثم فجأة وجد نفسه في المونديال...ومنفردا بالمرمى.

ثم إنني أعطي وصفة إعلامية جميلة للسادة المسؤولين بحيث يشكلون قواعد شعبية تحبهم بدلاً من القواعد التي تشكلهم ولا تنتهي مصالحها، وجلوس المسؤول على مائدة بجانب المواطن سيكون حدثا غريباً يرويه عدد من الناس والصحافيين والمواقع الإلكترونية.

عزيزي القارئ الجاد:

ليس في البساطة إهانة، وليس في المقال سخرية وليس كل ما يلمع ذهبا، ولكن الإهانة والتزييف والسخرية الحقيقية هي التي يكون ظاهرها الاحترام والجدية، ورغم ذلك فباطنها يدعوك لأحد أمرين لا ثالث لهما...إما الضحك وإما البكاء.

وادعو لي عند مدفع الإفطار...ولكل مريض ومحتاج ومتزوج ومواطن.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك