السلق “الماصخ”.. يوسف الزنكوي واصفا تعديلات قانون الإنتخابات

زاوية الكتاب

كتب 531 مشاهدات 0

يوسف الزنكوي

السياسة

بقايا خيال- من الإقصاء الديني إلى الإقصاء السياسي

يوسف الزنكوي

 

قبل أيام قليلة مضت قرأت خبر الجلسة الأخيرة لمجلس الأمة التي وافق خلالها الأعضاء، وبطريقة السلق “الماصخ” وباستعجال غريب، على تعديلات على قانون الانتخابات لمجرد حرمان كل مدان في قضية الإساءة للذات الإلهية والرسل والأنبياء والذات الأميرية بأحكام نهائية من الترشح والانتخاب لمجلس الأمة. وخلال قراءتي لتفاصيل هذه الجلسة التي داست ببطن الدستور، تذكرت حكاية صديقي السعودي الذي أخبرني عن التشدد الديني في عقلية بوصالح أحد سكان بريدة، وبغض النظر عما إذا كانت هذه الحكاية حقيقية أو كانت من وحي الخيال، وحتى وإن كانت نكتة سوداء من باب «شر البلية ما يضحك»، إلا أنها تصور الواقع الحقيقي المرير الذي يعيشه غالبية المسلمين في كثير من بلدان العالم. فهم وللأسف الشديد يعيشون حالة المرض الديني أو الذي يمكننا أن نطلق عليه “فوبيا التدين”. وإليكم الحكاية:

“بوصالح وبوناصر من «شيبان» بريدة جيران وربع من أربعين سنة وما يفترقون عن بعض يوميا، إلا إذا واحد فيهم صار طريح الفراش بسبب المرض. وفي عصرية يوم جميل دار هذا الحديث بينهما:

بوصالح: هقوتي يا بوناصر إنه ما حد راح يدخل الجنة غيرنا إحنا المسلمين!

بوناصر: وانت صاج يا بوصالح … ما حد غيرنا معنا في الجنة؟

بوصالح: حتى مو كل المسلمين، فرق كثير ما تدخل الجنة يا بوناصر دينهم ما هو بمثلنا .. امعصي يدخلون الجنة!!

بوناصر: والله وانت صاج يا بوصالح … عندهم سوالف ما هي عند المسلمين! بوصالح: ومو كل اللي في بريده يا بوناصر، أظن بس شارعنا اللي احنا فيه ذا!

بوناصر: تراك صاج يا بوصالح… أهل بريده واجد يسافرون بره حق بلادين النصارى واليهود وبعضهم قام يقلد الكفار .. ما راح يشمون ريحة الجنة!

بوصالح: ولا كل اللي في شارعنا ذا .. بس أنا وانت!

بوناصر: والله انك تحجي الصج يا بوصالح … مو بكلهم نشوفهم في المسجد كل يوم.

بوصالح: حتى انت يا بوناصر … صلاتك هالأيام لك عليها … لا وما قمت تجي المسجد كل يوم!

بوناصر: أفا يا بوصالح !

بوصالح: قم طس”.

تذكرت هذه الحكاية وأنا أقرأ تفاصيل تخريب – عفوا تعديل – قانون الانتخاب، فأحسست إما أن هناك من لا يفقه في التشريع و«قاعد يتدرب بروس القرعان»، أو أنه يتعمد الدوس ببطن الدستور. يقول الخبير الدستوري وأستاذ القانون العام بكلية الحقوق الدكتور محمد الفيلي هذا التعديل على قانون الانتخاب «يمثل عقوبة تبعية للعقوبة الأصلية التي قضاها بالأساس المحكوم في هذا النوع من القضايا، كما يعزل من عبر عن رأيه بتلك القضايا، مهما اختلفنا أو اتفقنا معه، عزلا سياسيا رغم تعبيره عن ذلك الرأي». وهذا يعني أن السجن أو ما يطلق عليه «المؤسسة الإصلاحية» لم يكن كافيا كعقوبة لإصلاح مسار المنحرفين، لذا استوجب أن يوصم هذا المخطىء بالحرمان مدى الحياة.

ما يعني أنه إذا ما تم تمرير هذا التعديل، وتم إقصاء الذين أساؤوا للذات الإلهية والرسل والأنبياء وللأمير، حتى وإن نالوا جزاءهم العادل، فليس مستبعدا أن يفتح هذا التعديل الباب واسعا أمام قائمة أخرى من الإقصاءات حتى نصفى بالنهاية على «بس بوصالح». وهذا يعني أيضا أن الله سبحانه وتعالى «يغفر الذنوب لمن يشاء ويقدر»، إلا النواب الكويتيين اللي عايشين الدور. وللحديث بقية.

 

****

@@@ @@@ @@@ @@@ @@@

وطني وأدت بك الشباب وكل ما ملكت يميني

وطني وما ساءت بغير بنيك يا وطني ظنوني

آه من لي بالخدين أنا لم أجد فيهم خدينا

وهناك من هم معشر أف لهم كم ضايقوني

هذا رماني بالشذوذ وذا رماني بالجنون

وهناك منهم من رماني بالخلاعة والمجون

وتطاول المتعصبون وما كفرت وكفروني

وأنا الأبي النفس ذو الوجدان والشرف المصون

الله يشهد لي وما أنا بالذليل المستكين

لا در درهم فلو حزت النضار لألهوني

أو بعت وجداني بأسواق النفاق لأكرموني

أو رحت أحرق في الدواوين البخور لأنصفوني

فعرفت ذنبي، إن كبشي ليس بالكبش السمين

يا قوم كفوا، دينكم لكم، ولي يا قوم ديني”

 

من قصيدة للشاعر الراحل فهد العسكر.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك