الأفضل أن نذهب باتجاه الدول الفاشلة سنجد مكاناً لنا في صدارة الترتيب.. بندر الظفيري منتقدا أزمة المطارالأفضل أن نذهب باتجاه الدول الفاشلة سنجد مكاناً لنا في صدارة الترتيب.. بندر الظفيري منتقدا أزمة المطار

زاوية الكتاب

كتب 654 مشاهدات 0

ارشيفية

السياسة

سلامٌ على الكويت !

د.بندر الظفيري

 

منذ سنوات وعلى أثر أزمة «الكويتية» قلنا إن «الكويتية» صورة طبق الأصل عن الكويت، ومع كل أزمة في أي موقع يصح تكرار هذه المقولة. اليوم ومع انفجار أزمة مطار الكويت في وجه الجميع نرى بالإعادة إفادة «مطار الكويت صورة عن الكويت»! الحكومة اعترفت بالفم الملآن أن المطار تم إنشاؤه ليستوعب أربعة ملايين راكب، ووفق التقديرات المصاحبة لإنشائه فإنه يخدم لغاية العام 2004، أي أن التطوير والتوسعة مستحق منذ ذلك التاريخ, وعلى مدار اثنتي عشرة سنة تدحرجت المشاريع والأفكار والخطط قبولاً ورفضاً وتعديلاً ورغياً… الى أن حصل الإنفجار بعد أن ناهز عدد سكان الكويت الأربعة ملايين نسمة وأصبحت أرقام المسافرين تناهز الاثني عشر مليون راكب سنوياً! لن نلجأ للمقارنة والمعايرة بسائر الدول قريبة كانت أم بعيدة، لأن المقارنة لاتجوز علمياً مع المتماثل كلياً أو المتمايز كلياً وإنما مع المتقارب، وبما أننا لا نتقارب بشيء حتى مع أفقر الدول فالأفضل أن نذهب باتجاه الدول الفاشلة، هناك فقط سنجد مكاناً لنا في صدارة الترتيب. هذه هي صورة الكويت المعبرة عما آلت إليه دولة المبادرة والريادة ودرة الخليج .. وسائر الأوصاف والمعايير التي طالما تزاحمت لتوصيف دولة الكويت منذ خمسينات القرن الماضي، إنه لأمر ملفت الى حد القلق أن ترى دولة فتية لم تبلغ الحلم بعد قياساً بأعمار الدول والأمم، وقد شاخت الى حد الهرم وترهلت الى حد العجز. القطاع الخاص ليس معفياً من هذه اللوثة أيضاً وهو الذي كان صاحب الفضل واليد الطولى في بناء الدولة ومؤسساتها، أصبح هو الآخر في مرحلة الشيخوخة يتردد في المبادرة بل ويخشاها، وبدل أن يسدّ الفراغ الهائل الذي تولد بغياب الدولة نراه يعيش على الارتزاق منها وينتظر قيامها حتى ملّ الانتظار فغفى. على سبيل المثال فقط، ورد في إحدى الدراسات أن الكويت تنفق على القطاع الصحي عشرة أضعاف ما يمكن أن تدفعه للقطاع الخاص، فيما لو أرادت تلزيمه طبابة الكويتيين والمقيمين ! والنتيجة أقل من صفر ثقة بالقطاع الصحي وخدماته، حيث ترى الناس تفر باتجاه العلاج بالخارج، وهكذا هي التربية والمواصلات والكهرباء وسائر القطاعات الخدمية وصولاً حتى الإدارية . لقد أصبح من البديهيات القول أن نحو التسعين في المئة من القوى العاملة الكويتية تتكدس في الوظيفة الحكومية، وتشير التقديرات إلى أن نحو عشرة في المئة منها لا يدامون وعشرة في المئة شرفيون وثلاثين في المئة غير منتجين وثلاثين في المئة لا يسمعون بالمسؤولية … لكن الجميع يقبض أعمالاً ممتازة ! منذ سنتين وبعد أن سقط الحصن الحصين «التأمينات» في فم التنين بعد أن كان حديقة غناء وحيدة وسط صحراء الفساد، قيل: سلامٌ على الكويت!

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك