دروس من كلمة سمو الأمير.. يكتب تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 369 مشاهدات 0

د. تركي العازمي

الراي

وجع الحروف- دروس من كلمة سمو الأمير...

تركي العازمي

شدد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، في كلمته التي وجهها لمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، على أهمية الوحدة الوطنية وضرورة التماسك واستخلاص العبر مما خلفته الصراعات والحروب في دول المنطقة، فالعاقل من اتعظ بغيره وأدرك ما ينعم به في وطنه من أمن وأمان واستقرار ورخاء.

وحذر سموه من إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: يشيعون الكراهية بالتغريدات المسيئة والمشككة بالذمم.

من يبحث عن الدروس ليتعلم، فأولى به مراجعة كل كلمة وجهها سمو الأمير، فهو والد الجميع وولي الأمر الواجب علينا طاعته... والله أسأل أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وأن يلهم أحبتنا حسن «الدبرة» من العامة وقياديي المؤسسات بما فيها المؤسسات الإعلامية والدعاة وكل فرد تهمه مصلحة العباد والبلاد.

كم هو مؤلم ما يثار في مواقع التواصل الاجتماعي؟ وكم هو محزن انسياق البعض وتأثرهم بما ينشر بلا أدنى حس أخلاقي قبل أن يكون مصدره دينيا عملاً بمضمون الآية الكريمة «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين». وكم هو غريب تعاطينا مع ما ينشر منذ سنوات بلا عقاب آني يوقف كل متجاوز عند حده.

إنها الثقافة الاجتماعية التي يريد منها البعض، تحويل مواقع التواصل الاجتماعي، إلى ساحة للصراع والتشكيك بالذمم والدخول في النوايا لأسباب شخصية تحركها هوى الأنفس التي تعد شرعياً، آمارة بالسوء.

ومن كلمة سمو الأمير، والد الجميع، ندعو هنا كما دعونا في كثير من المقالات منذ سنوات، إلى ضرورة نبذ كل ما هو سيئ من القول والفعل إن كنا نريد أن نعود بالمجتمع إلى ما كان عليه قبل عقود، حيث كانت الأنفس في غاية الطيب والتواصل مؤثر إيجاباً بين مكونات المجتمع الكويتي.

أعتقد بأننا أحوج لاستراتيجية تبحث في الأسباب التي أوجدت الانحراف الفكري في ما يطرح في مواقع التواصل الاجتماعي، لأننا وإن أحسنا التعامل مع الفضاء الحر بحيث لا ينشر خلاله إلا ما هو صالح، نكون حينئذ قد أضفنا سياجاً منيعاً يحمينا من الظروف التي دفعت بدول من حولنا إلى الصراعات التي أدت إلى حروب وانشقاقات بين مكونات مجتمعاتها.

إصلاح الفرد هو نقطة البداية، ورسالة يفترض أن تأتي في مقدم الاستراتيجية التي نبحث عنها ولدينا خيرة من رجال علم الاجتماع٬ النفس والإعلام، والذي ينقصنا فقط هو تفعيل كلمة سموه كرؤية تتحول إلى استراتيجية عمل معنية بتحويل ثقافة المجتمع الكويتي، وهي في نهاية المطاف تعد الخط الذي إن سلكناه ضمنا حياة الاستقرار والتآخي بين أفراد المجتمع.

هذا ما أعاننا عليه الله في هذا الشهرالفضيل بعد متابعة كلمة صاحب السمو أمير البلاد ولي الأمر، ونرجوا من المولى عز شأنه أن يعين المعنيين على ترجمة كل كلمة وردت في الخطاب لتصاغ من ثم إلى استراتيجية عمل نحصد نتائجه في القريب العاجل... والله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك