أماني العدواني تكتب: 'وتبعثرت أشلاء كل جميل في ذلك الزمن الجميل'

زاوية الكتاب

كتب 1678 مشاهدات 0


تبدأ في بداية كل عطلة صيفية رحلتي في البحث عن أندية صيفية مناسبة لأولادي ، تعتمد على مجموعة من المعايير من جودة وثقة و سعر وموقع وغيرها ، و للأمانة فهناك الكثير من الإعلانات لأندية  وبرامج صيفية على مستوى عالي من الجودة و  يديرها الكثير من المتخصصين في التربية وأصحاب  أسماء غنية عن التعريف ، كما أن بعض المدارس الخاصة والحضانات  تطلق البرامج والنوادي  في  فترة الصيف و هناك أيضا جمعيات النفع العام التي تعلن عن  أنشطتها الصيفية، ولا ننسى بعض المراكز التدريبية التي يديرها أشخاص تربويين أو لهم علاقة بالإرشاد النفسي والتربوي التي تطلق أيضا برامجها الصيفية.

ولكن للأسف فهذه جميعها مشاريع خاصة تتداخل الأهداف الاجتماعية لها مع الهدف الرئيسي والأساسي وهو الهدف المادي الربحي ، فبعض تلك البرامج تبالغ في أسعارها وهي غير متاحة للجميع فهناك من لا يملك القدرة المادية لإشراك أبنائه في تلك البرامج والأنشطة المبالغ في أسعارها وهناك من لديه أكثر من ثلاثة وأربعة أولاد بل وأكثر والتفكير في إشراك هذا العدد من الأولاد  سيسبب له ارهاق مادي ويثقل كاهله بعبء جديد إضافة الى أعباء الحياة المادية الأخرى .

عتبي هنا على الدولة متمثلة بجهاتها المتخصصة في هذا المجال من وزارة التربية  والهيئة العامة للشباب والرياضة ، فأين الأندية الصيفية التي كانت تحتضن الطلبة في بداية كل عطلة صيفية ولا تنتهي و  تختم إلا بفعاليات مشرفة وإنجازات مثمرة  واحتفالات ختامية  يصدح بها تلفزيون الدولة الرسمي ، أين مراكز الشباب والرياضة التي كانت توجد في تلك الفترة الزمنية وكانت برامجها موجهه للشباب من غرس للقيم الأخلاقية والدينية ومفاهيم خدمة المجتمع  .

لماذا نجعل من أولادنا وشبابنا فريسة سهلة للتلويث الفكري ونجعل من عقولهم وأرواحهم وعاء فارغا يصب فيه كل متطرف ومتعصب حصيلة فكره الشاذ وغير السوي،  أن تجتمع تلك الطاقات مع الفراغ فالناتج البديهي لتلك المعادلة هو الانحراف .

فلماذا في غفلة من الزمن تبعثرت أشلاء كل جميل في ذلك الزمن الجميل ؟

الآن - أماني العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك