النخب وعلماء السوء وراء تدمير عقول جيل بالكامل.. هكذا يرى حسن عباس

زاوية الكتاب

كتب 336 مشاهدات 0

د. حسن عباس

الراي

خذوا دروسكم من عالم الشهادة ... لا الصحراوي الرومانسي

د. حسن عباس

 

الدمار والخراب في المنطقة العربية، ما هما الا نتاج طبيعي لسلسلة من المسببات والعوامل. بعضها خارجي وبعضها محلي وداخلي.

دعونا من العوامل الخارجية لانها تارة خارج اطار قدرتنا وسلطتنا، وتارة أخرى لانها هي اصلاً تستقوي علينا بسبب مشاكلنا الداخلية وبلاوينا التي نحن وبسبب حماقات تصرفاتنا، نُعين بها الأجانب على أنفسنا.

من ابرز العوامل الداخلية، أولئك ممن يسمون أنفسهم بالنخب وعلماء السوء، ممن لوثوا عقول الشباب بفتاوى وآراء انحرف بسببها جيل كامل حتى صار يرمي بنفسه في أحضان القتل والهلاك. فمن كان يتصور أن يُستغل هذا الدين كي يتحوّل الانسان لمصاص الدماء ونبّاش للقبور ووحش يقود سيارته يسحق الابرياء ويطعن ويقطع الرؤوس ويحرق ويدمر ويرتكب كل أشكال الشيطنة؟

مضافاً لهؤلاء العلماء تأتينا آراء في شكل آخر، هذه المرة من نخب ومفكرين، وتقريباً كلها تصب في خانة المزيد من الدمار ومباركة الاعمال القتالية التي حرقت الاخضر واليابس وقتلت وشردت الملايين حتى وصل الشر إلى العالم كله وبات يئن ويشتكي!

وبعد هذه السنوات الطويلة من الفتاوى والآراء «الفكرية» السياسية التحليلية من الدكتور عبدالله النفيسي. دكتور السياسة له آراء متنوعة حول الحرب في اليمن والمؤامرات الدولية في سورية - تراجع «الخبير» عن مواقفه السابقة هكذا ومن دون مقدمات وغرد قبل يومين:

- «‏قلت في أكثر من لقاء تلفزيوني أن كل الجماعات الإسلامية في العالم العربي لا تصلح للحكم وأنها تخسر الكثير من رصيدها لو سعت إليه».

- «‏مع تقدم السن والتجربة يدرك الإنسان ما لم يكن يدركه أيام شبابه وعنفوانه. ومراجعة الأفكار والقناعات وتقليبها أمر عادي بل صحي ولا مفر منه».

- «‏وأدركت الآن أننا نعيش في ظل (نظام دولي) يحكم السيطرة عبر أذرعه الأربع (احتكار السلاح - احتكار الخامات - احتكار الشرعية - احتكار الإعلام)».

بعد هذا الاعتراف، هل انتهى كل شيء؟. ماذا عن من تورط في سفك دماء الابرياء بسبب الآراء القديمة؟ ماذا عن من حمل السلاح وحرق الحرث والنسل لأنه وجد في التغريدات السابقة، الحور العين بانتظاره؟

لهذا السبب سنظل في أرذل العمر طالما بعض مفكرينا بهذه الدرجة من عدم الإحساس والبرود تجاه تحمل المسؤولية والتلوّن في عباءات متنوعة، حسب الظرف الزمني وكفة ميزان القوة!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك