«التاريخ يهدم هنا».. طارق بورسلي متحدثا عن مسجد الرومي

زاوية الكتاب

كتب 251 مشاهدات 0

طارق بورسلي

الأنباء

سلطنة حرف - مسجد الشملان ووجه العاصمة القديمة

طارق بورسلي

 

أكثر من 120 عاما ومآذنه تصدح بالحق خمس مرات كل يوم.

لأكثر من قرن وعقدين من الزمان وهو شاهد على المشائين في الظلم الى المساجد من أهل الكويت، احتضن الآلاف منهم ومنه خرجت مئات الجنازات قبل ان تنتقل الى المقابر.

إنه مسجد شملان الرومي، ذكريات احتضنتها جدران هذا المسجد العتيق، وبدلا من ان نكافئ هذا المبنى كما تكافئ البلدان المتحضرة مبانيها التراثية والأثرية في الحفاظ عليها، صدر قرار إداري بهدم المسجد التاريخي، تاريخي لانه واحد من اقدم مساجد الكويت الحديثة، تاريخي لأنه معلم من معالم الكويت العاصمة، بل معلم من احد احيائها القديمة واعني المطبة.

قرار اداري وورقة تعلق على باب المسجد وكأنها تفيد: «التاريخ يهدم هنا».

القرارات مهما بدت اداريا وبيروقراطيا صحيحة، الا ان قرار هدم مسجد تاريخي كمسجد شملان الرومي يجب ان يتوقف تماما لأن التاريخ اكبر من القرارات الإدارية، والقيمة التاريخية اكبر من اي قيمة ادارية او منفعة.

حصلت اخطاء في السابق وأدت الى هدم كثير من المباني التراثية في العاصمة وتغيرت ملامحها كثيرا ولكن هذا الأمر لا يجب ان يستمر ويجب ان تتولى ادارة مختصة او هيئة مستقلة المحافظة على المباني الأثرية في عموم أنحاء البلاد.

نعم صدر قرار من وزير الأوقاف بوقف هدم المسجد وهو خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن القرار الذي صدر بخصوص مسجد الشملان كان يجب الا يصدر أصلا، وانا اعرف ان هناك ادارة في وزارة الأوقاف اسمها ادارة المساجد الاثرية واعتقد انه يجب تفعيل دورها اليوم وان تصبح هيئة مستقلة وتبسط سيطرتها على اكبر عدد من المساجد الأثرية وان تقوم بتسجيلها وحصرها وتقديمها عبر الوزارة الى مجلس الوزراء من اجل ان يصدر قرار محافظة بشأنها حتى لا تتكرر حادثة مسجد الرومي.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك