الذين قاموا بها وفشلوا ليسوا مجرمين.. هكذا يرى صالح الشايجي محاولة الإنقلاب التركية

زاوية الكتاب

كتب 312 مشاهدات 0

صالح الشايجي

الأنباء

بلا قناع- ليلة القبض على «تركيا»

صالح الشايجي

 

هل ما يحدث في تركيا من مداهمات واعتقالات وقطع أرزاق وتسريح موظفين من وظائفهم وخلاف ذلك، هو شأن تركي داخلي، لا شان لأحد غير الأتراك به، أم أنه شأن عام يهم الإنسان في كل مكان نظرا لصراخته وغرابته ولا إنسانيته!

والحدث التركي هو حدث من شقين، الشق الأول هو الانقلاب الفاشل الجمعة قبل الفائتة، وهذا شأن تركي داخلي لا شان لنا به.

والشق الثاني هو ما تلا الانقلاب من إجراءات قمعية غاية في القسوة والاهانة، وهو الشأن الذي تجاوز القطر التركي والمواطن التركي ليكون للعالم، كل العالم، شأن به.

إن الذين قاموا بالانقلاب وفشلوا، هم ليسوا مجرمين ولا هم قتلة وليسوا سارقي بنك ولا هاتكي أعراض ولا هم لصوص بيوت.

هم مواطنون أتراك لهم نظرة وطنية تختلف وربما تتصادم مع نظرة النظام القائم، في حكم هذا البلد الراسخ في ثقافته الخاصة والمتميز عن محيطه، وحركتهم دوافعهم الوطنية ففكروا بتصحيح المسار من وجهة نظرهم التي يعتقدون بصحتها وبخطأ النظام، ثم انهم ليسوا متسولين ولا متسكعين في الشوارع، بل هم وكما عرفنا قادة كبار في الجيش ولهم مكانتهم المتميزة في بلادهم، وبالتالي من المهين للإنسانية أن يعاملوا بمثل تلك الصورة من الاذلال والمهانة وتصويرهم وإخراجهم للعالم بمثل ذلك الوضع الذي تقشعر له الابدان وتعافه الأنفس الانسانية وترفضه الفطرة السليمة.

إن إذلال الإنسان أشد من قتله ومن التمثيل بجثته، وإن كنا نكره ونمقت ونرفض ما تقوم به «داعش» فإن رفضنا ينسحب على ما تقوم به الدولة التركية من إجراءات تتماثل تماما وربما أشد بشاعة من إجرام «داعش».

مدنيون من أرباب أعمال وموظفون ومدرسون وأساتذة جامعات وعاملون في قطاعات مختلفة، طالتهم يد البطش والتنكيل «الأردوغانية» وقطعت أرزاقهم ووضعتهم تحت مجهر التعسف وسطوة العسكر، وهم الذين لم يركبوا دبابة ولم يحلقوا بطائرة ليلة الانقلاب.

إن الدافع للتعاطف مع هؤلاء هو دافع إنساني تفرضه المؤاخاة بين البشر من كل جنس ولون ودين، وليس بدافع التفاضل بين من يحكم تركيا ومن هو أصلح لحكمها، وذلك هو الذي ليس من شأننا.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك