عن حركات التحرر العربي.. يكتب وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 889 مشاهدات 0

وليد الرجيب

الراي

أصبوحة- فاتحة حركة التحرر العربي

وليد الرجيب

 

مرت يوم السبت الماضي الذكرى 64 لثورة 23 يوليو 1952 المصرية، وقد كانت هذه فاتحة الثورات العربية، أو ما يسمى بحركات التحرر في الوطن العربي، وهي الثورات التي قضت على الحكم الملكي والنظام الإقطاعي، وهيمنة الاستعمار «الكولنيالي» المباشر.

وقد أحدثت هذه الثورة في حينها، تغييرات اجتماعية واقتصادية وثقافية نسبية، وساهمت في تطور الإنتاج المحلي والتعليم وتأميم الثروات التي كان يسيطر عليها الاستعمار، بالشراكة مع الإقطاع والاحتكار التجاري (الكمبرادور)، أي تجارة الوكالات الأجنبية العالمية، كما حظيت الفنون الموسيقية والغنائية والتشكيلية والمسرحية والسينمائية والآداب بنهضة وتطور عما كانت عليه، فقد تحولت هذه الفنون والآداب من نخبوية إلى جماهيرية، كما حظيت المرأة بتقدير مناسب.

وبعد ذلك تحولت هذه الثورات والثورات التصحيحية (المباركة) التي تلتها وبالاً على الشعوب العربية، وخلقت ديكتاتوريات عسكرية حديثة آنذاك، فانحرفت هذه الثورات عن مسارها وأهدافها المعلنة في الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، التي استقتها من الاتحاد السوفياتي السابق وتأثيره الكبير على الشعوب، وبدأت هذه الثورات تأكل أبناءها، واتسعت المعتقلات والسجون، وتفاقمت حالات التعذيب الوحشي والإعدامات، لمجرد تهم الانتماء الفكري والاتهام بالتآمر على الثورة.

ولم تصل هذه الثورات رغم نوعيتها، إلى الثورة الوطنية الديموقراطية، حيث تنقلب الموازين لمصلحة الشعب، ولا تبقى بين بين، وهو ما يتطلب سنوات طويلة يقوم الشعب فيها مع قواه الحية بتجذير الثورة، التي كانت تحتاج إلى سنوات من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والقضاء على التخلف والأمية ورفع مستوى الوعي.

لكن الاستعمار والصهيونية لن يسمحا بذلك، فكما حدث في ثورات 2011، كانت الظروف الموضوعية ناضجة بينما لم تكن الظروف الذاتية كذلك، وبالطبع كان الأمر يختلف من بلد إلى آخر.

كان خطأ القوى التقدمية واليسارية، أنها اعتمدت بتقدير خطأ على البورجوازية لقيادة هذه الثورات، فالبورجوازية لن تذهب إلى الحد الذي يلغيها ويلغي مصالحها، وستتحول من منتجة إلى طفيلية، وتحكم بالتحالف مع النظام الحاكم الجديد، وستشيع الفساد في أركان الدولة وفي الإدارات الحكومية، كالرشاوى والعطاءات والتنفيع، وستضع يدها وتبعيتها للاستعمار الذي خرج من باب، ودخل من أبواب أخرى.

إن حاجة قوى اليسار والتقدم إلى شعوبها أمر لا بد منه لنجاح ثوراتها، وبالأخص الطبقة العاملة والمهمشة والمستَغَلة في المجتمع، وتعمل على تنضيج الوضع الثوري، من خلال العمل بين صفوف الجماهير والدفاع عن حقوقها ورفع مستوى وعيها.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك