العالم يتجه إلى حكومات التطرف.. بوجهة نظر حسن عباس

زاوية الكتاب

كتب 312 مشاهدات 0

د. حسن عباس

الراي

تخبط..

د. حسن عباس

 

تقليدياً انقسمت منطقتنا خلال الأعوام الماضية إلى معسكرين، سلام ومقاومة. وعلى رأس معسكر المقاومة تجد سورية وإيران، أما معسكر السلام مع إسرائيل، فيضم العديد من الدول العربية وتركيا، بمساندة فرنسا وبريطانيا وأميركا.

يمكن للإنسان بعد مرور قُرابة الست سنوات على الفوضى بحجة «الربيع العربي» وقُرابة ثلاثة عقود على إحياء التطرف الاسلامي («طالبان» و«القاعدة» في افغانستان)، يمكن أن نشهد هذه الايام منعطفاً جديداً للحقبة الزمنية التي تعيشها الانسانية بأكملها. خلال الفترة القليلة الماضية، انقلبت اوروبا رأساً على عقب. فبعد حياة الرغد والترف والانس والمحبة والهدوء والسكون، صحى الناس مرة واحدة على أصوات «الله أكبر» التي نهلل بها يومياً هنا، قبل كل تفجير وتخريب... سمعها الاوروبيون اكثر من مرة الاسبوعين الماضيين وسقط بعدها المئات من الضحايا. ومع نزوح مئات الآلاف من اللاجئين خلال الاشهر الماضية، يجب على الاوروبيين التحضير للمزيد من صيحات «الله أكبر»!

أما الأتراك فحالهم يُرثى لها بصراحة. تركيا العضو في منظمة العشرين، عادت في الاسبوعين الماضيين اكثر من ستة عقود إلى الوراء بفضل الانقلاب الفاشل. أما الاصلاحات التي تقوم بها الحكومة، هذه الايام تُذكر الشعب التركي بأيام الاضطهاد العلماني. هذا الكم الهائل من الاحكام وأوامر التفنيش وإلقاء القبض ومنع السفر والطوارئ، كلها تحكي عن تدهور الوضع الاقتصادي والسياحي والسياسي في البلد. والمشكلة أن العلاقات البينية مع اوروبا واميركا آخذة بالمزيد من التدهور بسبب العنف المستخدم ضد المعارضة والانقلابيين.

لذلك أقول إن المستقبل الإنساني في شكل عام، يبدو مختلفاً تماماً عما عشناه في السابق. فمن إفرازات الارهاب، أنه وصل الى اعلى قمة الهرم الاميركي حيث المرشح الجمهوري دونالد ترامب، استمد أساساً شعبيته من الشعارات المتطرفة. كما أن أثره وصل لاوروبا، وقد باشر هذه الايام بضرب قلب اوروبا في باريس وميونيخ وبروكسيل، بعمليات شبيهة بما يحصل في الكرادة وحلب. كما سمعنا عن الخلايا الارهابية في البرازيل وغيرها من المناطق. ما يعني أن التطرف آخذ أبعاداً جديدة فأصبح تهديداً عالمياً بعدما ظن الغرب أنه يمكن التلاعب به وحصره بالشرق الاوسط.

لذلك أظن أن المستقبل المنظور سيكون على الشكل الآتي: إما ظهور حكومات وأحزاب متطرفة تستخدم العنف كوسيلة للتعامل مع هذا التطرف الإسلامي، أو ظهور اتفاق وإجماع دولي لمقاومة هذه الحالة الخارجة عن السيطرة والإتيان بحكومات وتحالفات دولية للحد منه. وهذا بالتالي يستدعي التصدي لمن يقف وراء هذا التطرف، رسمياً وعقائدياً ومالياً وسياسياً وديبلوماسياً!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك