من الذي أوصلنا إلى هذه الحالة البائسة في العالم العربي ؟ ..عبد العزيز الكندري متسائلا

زاوية الكتاب

كتب 354 مشاهدات 0

عبد العزيز الكندري

الراي

ربيع الكلمات- طعنة في ظهر التسامح والتعايش!

عبد العزيز الكندري

 

«إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه»... الإمام علي بن أبي طالب.

ما الذي يجري في المنطقة من حولنا؟ وهل هو بمثابة عمل عشوائي أم أنه مخطط له بحرفية؟ ومن الذي يخطط خلف الأبواب المغلقة؟ الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي وفي التلفاز لا تسر... ولكن الغريب ردة فعل الناس على هذه الأحداث. ردة فعل عاطفية بعيدة عن العقلانية، وتفضيل العيش في الوهم، ومن هو المسؤول عن الطعنات المتكررة في خطاب التسامح والتعايش...

خطاب الكراهية منتشر بصورة فجة وممجوجة. رائحة الموت والقتل والدم والثأر ونشر خطاب وصيحات الكراهية وعدم قبول الآخر من خلال الأحاديث المختلفة بين الأطراف المتنازعة، وكل طرف يعتقد أنه على حق! والعالم كله يتقدم في كل نواحيه ومجالاته ويزدهر ما عدا العالم العربي والإسلامي، الذي يتفنن في زرع وغرس خطاب الكراهية.

كم هو مؤلم ونحن نشاهد براميل الموت التي تسقط على الشعب السوري الأعزل وتقتل من الأطفال والنساء العشرات من دون ذنب أو أي رادع، والذي يحاول الهرب فمصيره الغرق في «قوارب الموت» في أعماق البحار، وهي في طريقها إلى جنة الغرب التي يتمنونها، وسط ركام الأمواج، مع أن يومياً هناك مفقودين في وسط البحار ولكن لا تجد من يتحدث عنهم في وسائل الإعلام وكأنهم مجرد أرقام، ويمر الخبر مرور الكرام...

أما تفجير «الكرادة» الذي حصل في العراق، فإنه يمثل كذلك إجرام الجماعات المتطرفة، حيث كان أهل العراق يستعدون للعيد بشراء احتياجاتهم من السوق، وهم لا يعلمون أنهم لن يعودوا مرة أخرى إلى منازلهم، ولم يفرق الإرهاب، بين صغير ولا كبير ولا رجل ولا امرأة. ومن يستمع لشهادة الناجين وشهود العيان منهم، يعرف حجم المأساة التي حصلت.

ولكن من الذي أوصلنا إلى هذه الحالة البائسة في العالم العربي والتشتت؟ ولماذا أصبحنا لا نستطيع أن نسمع ونعيش ونتعايش مع المخالف لنا؟ لماذا نشاهد «براميل الموت» التي تسقط على الشعب السوري الأعزل وهناك من يبرر هذا الفعل للطاغية؟ لماذا نشاهد «قوارب الموت» تبحر من العالم العربي والإسلامي، ولا نشاهد العكس يحدث بالنسبة إلى الدول الأوروبية والغربية؟ ما الذي يجعلنا نتهم الغرب في كل صغيرة وكبيرة، ونلقي عليه تعاستنا وفشلنا؟ وهل هي أزمة إدارة أم هوية أم فشل الدولة المدنية الحديثة في توفير وسائل العيش المختلفة، حتى نرى هذه التيارات المتطرفة تنشأ بيننا؟

من المسؤول الذي جعل العالم العربي مليء بالتعصب والعنف والانغلاق ورفض الطرف والرأي الآخر؟ وهل التعليم أم البيت أم المدرسة والنشأة الخاطئة، لها علاقة بذلك؟ ولماذا العالم العربي ينتج الانتحاريين ويصدرهم للخارج، ويصدر أناساً كارهين له لا يستطيعون التعايش، بينما يصدر الغرب للعالم الإسلامي، العلم والتكنولوجيا والتطور والتقدم، ونحن نصدر مشاكلنا والانتحاريين؟

يقول المنصف المرزوقي: «وفي كل الحالات هناك خبر سيئ لكل المتفائلين، فمرحلة التدمير التي نعيش بفظاعاتها قد تتواصل زمناً طويلاً، لأن هناك من البراكين التي تنفث لهيبها لسنين وعقود قبل أن تفرغ ما تراكم داخلها من ضغط. ثمة أيضاً خبر طيب لكل المتشائمين، فأعنف البراكين تنتج أيضاً أخصب الأراضي التي يتهافت عليها ويتنعم بها من عانوا من ويلات الانفجارات المدمرة. المهمّ أن نصبر على العسر وأن نكون جزءاً من اليسر القادم، نمهد الطريق لأمة مسالمة تصالحت مع ذاتها ومع العالم، واستطاعت أخيراً أن تبني دولاً مدنية ديموقراطية تصنع لشعوبها المستقبل الأفضل الذي هو حق الأجيال المقبلة علينا».

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك