غياب التخطيط هو سبب بلاء الكويت وليس العمالة الوافدة .. برأي عادل المزعل

زاوية الكتاب

كتب 377 مشاهدات 0

عادل المزعل

الأنباء

صراحة - متى نحل التركيبة السكانية في الكويت؟

عادل نايف المزعل

 

كدأبنا دائما نعلق مشاكلنا وتقصيرنا على الغير، وهاهي آخر الشماعات التي نعلق عليها تدني الخدمات وازدحام الشوارع ومشاكل المرور والكهرباء والماء ونقصد بها التركيبة السكانية وازدياد أعداد الوافدين مما يهدد السلم الاجتماعي ويجعل مرافقنا قاصرة عن تقديم الخدمات لأهل الكويت.

تخيلوا معي الكويت بلا وافدين كما يريدون سنجد أكوام القمامة في شوارعنا أطنانا لأن هذا العمل لن يقبل به كويتي.

ان بعض الأعمال التي يقوم بها الوافدون يتأفف الكويتي ان يقوم بها مع ان العمل شرف ولا نستهين بالعمل مهما كان صغيرا، فقيمة العمل لم ترسخ في ثقافة أبنائنا كما كانت عند آبائنا.

ان حاجتنا لعمالة أجنبية أمر ضروري لا مفر منه لكن وفق ضوابط ونظم تتفق مع متطلبات المجتمع واحتياجات الدولة فنحن لن نستطيع الاستغناء عن العمالة الوافدة وبخاصة المنتجة من فنيين ومهندسين ومعلمين وأطباء الى آخره ويبقى العمل اليدوي مرهونا بتغيير نظرة المجتمع الكويتي للعمل اليدوي والقائمين عليه.

ان غياب التخطيط هو سبب بلاء الكويت وليس العمالة الوافدة، فالعمالة الوافدة الهامشية لم تسقط علينا من السماء انما جلبها متنفذون يتاجرون بالبشر هدفهم الربح على حساب الخدم وعمال النظافة والحراسة ولا رادع لهم من قانون او قيم، مصلحتهم فوق مصلحة الكويت لا يهمهم تلويث سمعة الكويت في سجل حقوق الإنسان وان توضع الكويت في القائمة السوداء كدولة تنتهك فيها حقوق العمالة، فأعداد الهنود 750 ألفا والمصريون 680 ألفا والسوريون 170 ألفا والبنغاليون 150 ألفا والإيرانيون 120 ألفا.

نعم نعاني من ازدياد أعداد الوافدين ولكن رب ضارة نافعة فهم يبنون ويعملون ويسكنون وكل أنشطتهم الحياتية مرتبطة باقتصاد الكويت وجيوب تجار الكويت والثروة العقارية، فلا تحملوا التركيبة السكانية أوزارنا ولا تخفوا رؤوسكم في الرمال فنحن نعاني من غياب التخطيط وقصور برامج التنمية عن معالجة النمو السكاني في الكويت.

مشاكلنا واضحة وضوح الشمس وحلولها معروفة للصغير والكبير، وكلها تكمن في سيادة القانون ولا أحد فوق القانون، أما المتنفذون المتاجرون بعرق وجهد المساكين من العمالة الوافدة فهؤلاء لا بد من الحزم معهم وسد كل السبل في طريقهم وطريق تجارتهم في الرقيق الأبيض.

إن الكويت تفتقر الى استثمار الطاقات البشرية الوطنية وقبول العمل اليدوي فقيمة الإنسان فيما يحسنه فإذا كانت نسبة الكويتيين العاملين في سوق العمل ما يقارب 18% و94% تقريبا يعملون في القطاع الحكومي وأكثره قطاع غير منتج مما يزيد العبء على الدولة ويجعلنا جميعا أسرى للعمالة الوافدة، فكيف نتخلص من هذه العمالة وهي صلب وأساس العمل في الكويت؟! العمالة المنزلية الهامشية العاملة في الكويت من خدم وسائقين عددهم يقارب المليون وهناك مساوئ في التركيبة السكانية والعمالة الوافدة خاصة الآسيوية التي احتلت كثيرا من قطاعات البناء والزراعة ولم نخطط لها جيدا وخلقت الكثير من الآثار السلبية على اقتصادنا وعلى المجتمع بأسره ولها مردودات سلبية، فهذا يشكل الهاجس الأمني والاجتماعي وكثرة استهلاك المرافق العامة وتقديم خدمات مكلفة قد تكون بلا مقابل او بمقابل يقل كثيرا عن التكلفة.

فلا بد من وقف استقدام الجنسيات المتضخمة وتوجه استخدام العمالة من الداخل بدلا من جلبها من الخارج ومنع العزاب من السكن في الأماكن التي تقطنها العائلات واستمرار حملات إبعاد المخالفين لقانون الإقامة وأكثر الدول المتقدمة المتحضرة لا يتجاوز عدد العمالة الوافدة لديها تقريبا 15% وفي الكويت فاقت 70% ولا بد من تعديل التركيبة السكانية بالتدرج حتى يمكننا ان نحقق التوازن المطلوب في نسبة الوافدين والمواطنين ولا بد ان نعمل خطة إستراتيجية لعلاج هذه المشاكل مع السرعة في حلها.

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم آمين.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك