جعل التحامل والكراهية ضد المسلمين امرا طبيعيا.. يتحدث خالد السعد عن عنصرية ترامب

زاوية الكتاب

كتب 384 مشاهدات 0

خالد السعد

 السياسة

من حي الناس- عنصرية ترامب

خالد عبد العزيز السعد

 

يرفع المليادير الاميركي دونالد ترامب، وهو متصدر المتنافسين الجمهوريين شعار استعادة العظمة الاميركية ويبدو ان هذه العظمة تعني لديه اميركا التاريخة الممتدة من سنوات الاستقلال في القرن السابع عشر، وحتى ستينات القرن العشرين. وقد كان ترامب منذ بدء حملته الانتخابية، وحتى صار مرشحا لحزب الجمهوري يركز على اثارة المخاوف من الاجانب المكسيكيين والمسلمين، واطلق عليهم اسوأ الصفات والنعوت، ووصمهم بكل الشرور، وشكك في انتمائهم وولائهم للولايات المتحدة الاميركية بل طالب بتتبعهم وخطر دخولهم الى الولايات المتحدة الاميركية ورغم ان التصريحات العنصرية لترامب قوبلت باستهجان واستنكار في الداخل والخارج الا انه وصل لترشيح حزب الجمهوريين له وهو لا يملك برنامجا انتخابيا متماسكا غير انه يقدم نفسه على انه المليادير، ورجل الاعمال الناجح ويستطيع بخبرته هذه ان يجعل اميركا مزدهرة اقتصاديا ولم يقل كيف يكون ذلك، فما لديه خطة اقتصادية متماسكة ومحدودة بل يطرح نفسه كضمانة، والشيء الوحيد الذي يجيده ترامب هو اثارة مخاوف الاخرين من توليه سدة الرئاسة بخطاب غرائزي متعال ومنحط تجاوزه العصر ومضاد للافكار، والمبادئ التي تتبناها الولايات المتحدة لقيادة ما تسميه العالم الحر، والتبشير برسالتها العالمية لنشر الحرية والديمقراطية في العالم. عنصرية ترامب افة تاريخية لم يسلم منها الابيض والاسود، فهي تزدهر في فترات يصاب بها البشر بحالة من العصاب العرقي الوبائي لكنها تنحسر وتتلاشى في ظروف حضارية وصحية وفي عالم متكافئ لا ترجح فيه كفة على اخرى الا بانجازه الانساني المعرفي، فالتاريخ لم يكن كله خيرا خالصا ومحررا من الشوائب، كذلك الثقافات والمفاهيم، فوراء كل قيصر او امبراطوراو قرصان من يسعى الى تبرير ما يقترفه هؤلاء من جرائم وقد نجح بعض المحترفين في فقه التضليل في قلب الحقائق وتحويل الحق الى باطل والباطل الى حق، فالنازية لها فلسفتها القابعة وراء السياسة، وكذلك النقاشية والصهوينية لها دهاقنة يبررون ويحولون الرذائل الى فضائل. ان وصف شعب او امة، بالعنصرية او الشر الخالص فهو امر ينافي العالم، ولا يصمد امام الاسثناءات التي تجرح القاعدة بدلا من ان تكرسها فالغرب الذي يرى العالم خارج نطاقة الجغرافي والحضاري مجرد برابرة هو نفسه عانى في القرون الوسطى من بربريات وحشية لا حدود لها وقد يكون للشعوب التي سخر منها واستخف بها وامتص دمها الفضل في تحريره من تلك الظلمات والعالم يقدم يوميا امثلة، ومشاهد تؤكد ان العنصرية لا جغرافية ولا تضاريس لها، فهي عابرة للحدود وللهويات وللغات، وللاديان تماما كما هو الوباء عابر لكل الحدود اذا استشرى وتفاقم. ترامب في استعلائه العرقي الذي يقربه من زعيم النازية اودولف هتلر والمركزية العرقية التي ترفض الاخر لانه يختلف بلغته وسلوكه وعاداته ودينه واثنيته يريد ان يعيد عجلة التاريخ الى الوراء عندما كانت اميركا عنصرية بامتياز وتتخذ سياسات وتتبنى قوانين ضد السكان الاصليين من والهنود الحمر، والافارقة الارقاء واللاتينيين والاسيويين حيث الحقوق للبيض فقط، ولهم كل الامتيازات مثل التعليم وحقوق التصويت، والمواطنة، وحيازة الارض، فقد وجد في الولايات المتحدة مفكرون ارتهنوا جملة وتفصيلا للادارات المتعاقبة ولاجهزة المخابرات والبنتاغون فخاطبوا الفقراء بسلوب يزاوج بين الخديعة والتحريض، بحيث كتب احدهم ان تحرر بلد واحد اميركا اللاتنية قد يقلل السعرات الحرارية وغرامات البروتين لدى الاميركيين. ترامب يريد ان يستعيد العنصرية وقراراتها الموجهة لاعراق بعينها لمجرد انها مختلفة، مثل قانون طرد الصينين الذي ابتدره الكونغرس العام 1882 كما يريد استعادة قانون معسكرات الاعتقال 1941 الذي تم بموجبه ايداع 140 الف اميركي من اصل ياباني معسكرات اعتقال للشك في ولائهم للولايات المتحدة ليطبق هذه المرة على المسلمين الاميركيين، لذلك فالسكوت القانوني عن ترامب جعل التحامل والكراهية ضد المسلمين امرا طبيعيا ويمس طائفة من مواطنيها ترتدي الزي العسكري للدفاع عن اميركا الذي تهرب منه ترامب بفضل الثروة، والنفوذ فهذه العنصرية التي يحملها ترامب رغم انه ينتمي الى القرن الحادي والعشرين الا انه يبدو كمن قفز من الماضي الى الحاضر الحديث.

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك