في «الجحيم العربي» تزايد الخلط بين الصالح والطالح.. هكذا يرى صلاح الساير

زاوية الكتاب

كتب 310 مشاهدات 0

صلاح الساير

الأنباء

سايرزم- عشاق السيد الرئيس

صلاح الساير

 

بالنقد الذاتي تتقدم الأمم، فالنقد المسؤول الشجاع مطلوب، لأنه يوفر المراجعة المستمرة والتحديث الذي تتطلبه المتغيرات والتجارب، فنقد الذات أمر إيجابي شريطة عدم تحوله إلى هدم للذات والنظر إليها بدونية واحتقار، وكذلك عدم الوقوع في حفرة التعميم، ووضع البيض الطازج والفاسد في سلة واحدة، إذ ينبغي على العاقل أن يفرق بين البستان المثمر الخصيب والبستان الماحل القاحل المجدب.

****

سبب كتابة هذه العجالة تغريدة قرأتها في تويتر كان صاحبها يفسر «حب العرب للرئيس التركي» بأن العرب «لم يجدوا قائدا او زعيما عظيما مثله»!! وطبعا لن يفوت القارئ اللبيب أن التفسير «الإخونجي» مبالغ فيه.

فالمغرمون بالرجل، مغرمون بالأساس بحزب العدالة والتنمية التركي، وبعضهم مدربون على الحضور الاعلامي، بيد أن الأهم والأخطر محاولة المغرد المجهول جمع القادة والزعماء العرب في سلة واحدة، وذلك موقف تنقصه الفطنة والعدالة ومخافة الله!

****

في «الجحيم العربي» تزايد الخلط بين الصالح والطالح، على نحو ممنهج مقصود، حتى أضحى بعضنا يتهجم من دون وعي أو إدراك على الأنظمة العربية، وكأن هذه الأنظمة لها طبيعة واحدة، فغفلنا عن ضرورة العدل والتفريق بين الجيد والرديء حيث لا يعقل الحكم على قائد يسعى لمصلحة شعبه وطاغية يقتل الناس، كما لا يعقل أن يتساوى رئيس قبل بتنحيته ليجنب الشعب مخاطر النزاع، ورئيس آخر تم خلعه لكنه لايزال يعاند ويجرجر بلاده في أودية الحروب.

****

لصاحب التغريدة الذي يتوهم أن الشعوب العربية لم تجد قائدا عظيما كالرئيس التركي، نقول له إن للناس عقولا وضمائر وتجارب تجعلها تعلي وتحب وتحترم وتفخر بقادة حكماء أمثال حكامنا في دول مجلس التعاون الخليجي، بعهودهم المتعاقبة، ومسيراتهم المباركة، ويكفي أن أشير بفخر واعتزاز إلى عهد صاحب السمو أميرنا المفدى، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، العهد المرصع بالفخار والإنجاز والحكمة.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك