الكويت من أفضل الدول في تقديم المبادرات التي تنفذها دول الجوار.. بوجهة نظر تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 362 مشاهدات 0

د. تركي العازمي

الراي

وجع الحروف -النائب الجيران و«التخطيط»!

د. تركي العازمي

 

استغرب النائب الدكتور عبدالرحمن الجيران، تسجيل ١٩٠٠ قضية جرائم إلكترونية خلال ستة أشهر فقط، وذلك خلال مشاركته في الصرخة النيابية لـ «أهل النخب»: كفاكم زجاً للشباب في السجون! والذي نشر في «الراي» عدد السبت ٢٣ يوليو ٢٠١٦.

أذكر النائب الفاضل بأن المسألة ليست بعدد القضايا، بل إنها تعود لسوء التخطيط الحكومي في توعية الجموع من الشباب حول خطورة ما يشاركون به في مواقع التواصل الاجتماعي، وتعود المسؤولية هنا لوزارتي الإعلام والشباب. وقد ذكرنا ضرورة مساهمة هاتين الوزارتين كجزء من مسؤوليتهما الاجتماعية في مقالات عدة.

ونذكر النائب الجيران بقوله «الكويت تعتبر الدولة الأولى بالعالم في التخطيط»، وأعتقد أن ما صرح به زملاؤه النواب حول قصور الحكومة في تنفيذ القوانين التي أقرها مجلس الأمة، كفيل بالخروج باستنتاج وحيد، وهو أننا وإن أحسنا التخطيط جدلاً... فعدم التنفيذ بحد ذاته ينسف صفة حسن التخطيط.

 

أذكر هذا من باب التوضيح بحكم تخصصي في الإدارة الإستراتيجية التي مضمونها يدور حول التخطيط والعلم الإستراتيجي بما فيها القيادة٬ فنحن لو نظرنا فقط للهيئات على سبيل: هيئة الغذاء وهيئة الطرق ومكافحة الفساد وغيرها ممن صدر قوانين بها ولم تقم بإصدار اللائحة التنفيذية إلى الآن... فماذا يعني لكم هذا؟

قد نكون نحن في الكويت من أفضل الدول في تقديم المبادرات التي تنفذها دول الجوار... لكن في التخطيط ما أظن ولو فقط لاحظنا حال التعليم٬ الصحة٬ المرور٬ الخدمات٬ الإسكان، لثبت لنا باليقين أننا أسوأ البلدان في العالم بالتخطيط!

وبعودة إلى الصرخة النيابية٬ أتمنى من النواب أن يعقدوا اجتماعا مع وزراء الإعلام٬ الشباب٬ الداخلية والشؤون والتربية، ليضعوا خطة عمل لمواجهة الكم الهائل من القضايا المرفوعة خلال ستة أشهر والتي قد ترتفع إلى أرقام مخيفة بعد تطبيق قانون الجرائم الإلكترونية. فالمسألة غير مرتبطة فقط بالوعي السياسي، كما يظن البعض٬ إنها تعود إلى تدني المستوى الثقافي لدى الشباب، والسبب يعود إلى غياب دور بعض الوزارات المعنية في شؤون الشباب. وعند الاتفاق على جدول زمني للتنفيذ ومراجعة دورية من قبل مجلس الأمة، نكون حينئذ دخلنا في ما يطلق عليه «التخطيط»!

التخطيط الفعال يعني مبادرات ذات أهمية مرجوة تعود بالنفع المعنوي أو المادي وتصاغ لها الأهداف وتوضع لها إستراتيجيات تنفيذ بجدول زمني محدد ويوضع لها «رجال» يعتمد عليهم في التنفيذ ومن ثم تأتي المراقبة على جودة التنفيذ وحل العراقيل التي تواجه التنفيذ... وخلاف ذلك لا علاقة له بالتخطيط، اللهم إن جاز لنا تسميته بالتخطيط الإنشائي، كما هو معمول في كثير من الموسسات عالمياً (للعلم ظهر تقرير وأشرت إليه من قبل إلى أنه يتم تنفيذ فقط ٣٠ في المئة من الإستراتيجيات حول العالم على أرض الواقع، في حين هناك ٧٠ في المئة من الإستراتيجيات لا تنفذ)!

التوعية تبدأ من المنزل، المدرسة، المؤسسة، والأجهزة الحكومية الملقى على عاتقها توجيه رسائل توعوية للشعب بكل فئاته!

خلاصة القول... لقد ذكرها تقرير شركة ماكينزي العالمية في عام ٢٠٠٤ «إن المستوى القيادي ضعيف». وبلا أدنى مجال للشك، فإن تدني المستوى القيادي لدينا هو السبب الوحيد لكل ما تقع عليه أعيننا أو يصل إلى مسامعنا من مشاكل وقضايا لم تجد الحل الناجع ومنها طبعاً القوانين التي لم تنفذ كقانون المتقاعدين و«الشق عود طال عمرك»... الله المستعان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك