اوباما حول سورية إلى خلية قتل مزمن.. برأي غسان المفلح

زاوية الكتاب

كتب 450 مشاهدات 0

غسان المفلح

السياسة

الانتخابات الأميركية والثورة السورية

غسان المفلح

 

للسوريين ثورة حرية وكرامة ضد الطغمة الاسدية. بالنسبة لاوباما ملف امني. عادة الملفات الامنية الخارجية، لا تكون مادة انتخابية. لو كانت سورية ملفا سياسيا او انسانيا حتى، ربما كانت تنال جزءاً بسيطا من اجندة المرشحين الاميركيين للانتخابات الرئاسية. لا توجد كلمة واحدة تؤشر على أن الملف السوري يحوز على اهتمام المواطن الاميركي. تكريس هذا تم بفعل عامل اساسي اشتغل عليه اوباما منذ السنة الاولى للثورة. أي قبل خمس سنوات من الآن. حيث قامت ادارة اوباما بعزل الملف السوري عن باقي الملفات، باعتباره ملفا امنيا، لا يحتاج المواطن الاميركي للسماع عنه. بعيدا عن اهتمام المواطن الاميركي بعد المسافة بين دمشق وواشنطن. هكذا اراده جزيرة معزولة يقتل فيها السوريين على يد الاسد وايران وروسيا و «داعش» والقوى الارهابية الاخرى. من الصعب الحديث عن ميول شخصية لاعضاء الارادة الاميركية. من ضمنهم كما ذكرنا جون كيري نفسه المولع بآل الاسد والبوظة الدمشقية والحمص الشامي، منذ زمن الاب. جون كيري وسيط الاسد الاب مع الادارات الاميركية المتعاقبة. و «كونغرس مان» الوريث في اللوبي المناصر للاسد قبل أن يصدر وزيرا للخارجية. المعلومات عن حياة هذا الرجل السياسية، لا تشير إلى أنه ضليع بأي ملف خارجي ما عدا صداقته بآل الاسد. وما كان يجنيه من دعوات لدمشق من جهة، وهدايا وعطايا الارهاب الاسدي في باب توما وسوق الحميدية. منذ سنة واكثر ونشاط ميليشيات إيران واضح هدفها التخريبي في الدول العربية. كان على رأسها القبض على خلية لـ «حزب الله» والحرس الثوري الايراني، تريد القيام بتفجيرات في الكويت. وتم اصدار احكام واضحة تفاصيلها مع ذلك لم نقرا ادانة اميركية واحدة لهذا العمل. لا ادانة من البيت الابيض ولا من خارجية جون كيري. كسوري لن انسى ابتسامته في لندن، في مؤتمره الصحافي الشهير، عندما اعلن ان ملف الكيماوي قد حسم، والاسد سيسلمه لنا ربما بعد اسبوع. قالها على سبيل انها نكتة، ودم اطفال الغوطة لم ينشف بعد. مجزرة الغوطة بالكيماوي في 21 اغسطس 2013. من جهة اخرى اوباما عبر المؤتمر الصحافي للبيت الابيض الاسبوعي، اخفى سورية اخفاء شبه تام عن تصريحاته او تصريحات الناطق باسمه خلال هذه المؤتمرات. علما ان أكثرية القنوات الاميركية، تعتمد على هذا المؤتمر الاسبوعي في استقصاء معطياتها عن السياسة الخارجية. صارت سورية ملفا للقتل خفية عن المواطن الاميركي. ليست من اختصاص اوباما. عندما كان يسأل مصادفة، كان يلعب على وتر، أنه لايريد ارسال الجنود الاميركيين لأي مكان بالعالم. مع أنه كان متدخلا امنيا بالملف لدرجة ان السياسة في هذا الملف باتت تمر من ثقوب هذا الملف الامني. مرة أخرى نحن عندما نطالب اميركا بالتدخل لحماية الشعب السوري من المقتلة الاسدية، لمعرفتنا بنقطتين: الاولى حجم التدخل الاميركي في سورية لدرجة شبه مطلقة. والنقطة الثانية لمعرفتنا بوحشية الزمرة الحاكمة وهمجيتها. الانتخابات الاميركية دخلت مرحلتها الاخيرة، مرحلة المناظرات بين كلينتون وترامب، ترامب الذي يريد ارسال المسلمين للمريخ. سنرى أنه لامكان لسورية في هذه المناظرات. هكذا رحل اوباما الملف السوري إليهم. كما لا نستبعد ان يتخذ ترامب في حال نجاحه قرارا باعادة تأهيل الاسد. هذا الاحتمال اضعف عند هيلاري كلينتون. اوباما من اجل انجاز اتفاق نووي مع طهران كما ادعى انه انجاز تاريخي على» شوية خردة» سمح لايران بقتل مئات الالاف من العراقيين والسوريين، وزرع الخلايا الارهابية في دول كثيرة ومنها الكويت. رغم محاولة القيادة الكويتية تثبيت علاقة حسن جوار مع ايران. اوباما حول سورية إلى خلية قتل مزمن، هو اراد ضمها لما يسمى الازمات المزمنة من العنف في العالم، كالصومال واليمن والعراق وافغانستان وبعض دول افريقيا. اضاف اليها ليبيا بالطبع. تحت شعار الحرب على الارهاب. كما قال احد الاصدقاء، اوقفوا الحرب على الارهاب يتوقف الارهاب. الانتخابات الاميركية هذه ستكون مفصلية ربما لمستقبل سورية. خطة مرشحها لاحقا إما أن تستمر المقتلة المزمنة او يتم اعادة تأهيل الاسدية بشكل مسخ اكثر بكثير من السابق. هذه هي حصيلة اوباما في سورية. هكذا سيسلم الملف السوري لمن يخلفه. بقيت اشهر من ولايته، ربما ستأتي ايام منها على السوريين اكثر جريمة ودما جراء تغطية اوباما للقاتل. والقاتل الاسد وايران وروسيا و «داعش».

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك