لها مخاطر أمنية واجتماعية وثقافية.. إبراهيم العوضي مطالبا بعلاج أزمة التركيبة السكانية

زاوية الكتاب

كتب 350 مشاهدات 0

إبراهيم العوضي

الراي

اجتهادات- تركيبة مقلوبة!

إبراهيم أديب العوضي

 

كالعادة وفي صباح كل يوم، يخرج المسؤول الحكومي - الكبير - من بيته متجهاً إلى مقر عمله بقيادة السائق (كومار)، بعد أن يكون قد سلّم مندوبه الخاص (مازن) قائمة بالأعمال الخاصة المطلوب تنفيذها...

يدخل المسؤول إلى المبنى الذي يعمل فيه ويلقي تحيته اليومية على موظف الاستقبال (مدحت)، ليتجه بعدها إلى المكتب وتستقبله السكرتيرة (إلسي) وتسلمه قائمة الاجتماعات والبريد اليومي وتطلب له قهوته الصباحية المفضلة كالمعتاد...

يطلب المسؤول من سعادة المستشار (شوقي) الحضور وذلك للاستفسار عن أمور قانونية تخص العمل ومعاملات المراجعين. ولأن هناك كتباً يجب أن تصدر باللغة الإنكليزية، يطلب المسؤول من (شارلوت) - القادمة من شرق آسيا - أن تساعد شوقي في ترجمة ما هو مطلوب...

وحسب الجدول المعد مسبقاً، كان لزاماً على المسؤول أن يجتمع مع (مايكل) و(ديفيد)، مديري فريق العمل المسؤول عن إعداد إستراتيجية طويلة الأمد، حيث تم التعاقد معهما بعقود عمل دائمة لتغطية حاجة العمل...

يطلب بعدها المسؤول من السكرتيرة حضور المندوب (أبوبكر) ليوصله إلى المكتب الهندسي القريب من مقر العمل، حيث إن لديه موعداً مع مدير قسم التصميم (أكرم)، المسؤول عن عمل مخططات منزله. يسأل أحد المراجعين السكرتيرة، هل المندوب من فئة البدون، فتجيب بـ«لا»، ليتبادر بذهنه سريعا: أليس البدون أولى...؟!

وقبل أن يجلس المسؤول مع مصمم المخططات، قرر أن يعرج ليرى صاحب المكتب الهندسي، ألقى عليه السلام وبعد حوار طويل، أراد صاحب المكتب أن يستفسر عن ما قام به المسؤول من إجراءات تجاه العمالة الوهمية والسائبة، فرد المسؤول بسرعة: أرجو أن تغلق الموضوع! من يقف وراءهم أكبر مني ومنك...!

وقبل العودة إلى البيت وبعد يوم طويل وشاق، أحس المسؤول بصداع، فقرر الذهاب إلى المستوصف ودخل على الطبيبة (فافرينكا)، ولأن لغتها الإنكليزية غير واضحة، بسبب أصولها الأوروبية الشرقية، حضرت (السستر ميري) لتشرح للمسؤول وصف الطبيبة...

في المساء، وبعد أن التقى يومه كل من (كومار) و(مازن) و(مدحت) و(إلسي) و(شوقي) و(شارلوت) و(مايكل) و(ديفيد) و(أبوبكر) و(أكرم) و(فافرينكا) و(السستر ميري)، ذهب إلى ديوانيته اليومية المعتادة، ليقرأ الخبر المنشور في جريدة «الراي» في عددها الصادر يوم الإثنين الماضي 25 يوليو 2016 حول مرئيات وزارة الداخلية لمعالجة التركيبة السكانية، ليبدأ بعدها وكما هو متوقع - بالتحلطم - هو ومن معه في الديوانية من المسؤولين الحكوميين، مع العلم أننا نحن وهم شركاء في ذلك...

ما ذكرته أعلاه، قصة من نسج الخيال ولكنها إلى درجة كبيرة جدا تلامس أرض الواقع.

فالمسؤولون يعيشون ويتعايشون ويعلمون مخاطر التركيبة السكانية الهشة التي يبلغ فيها عدد الوافدين نحو 71 في المئة من إجمالي عدد السكان - بل إن هناك جنسيات وصل عدد أفرادها إلى أكثر من نصف عدد الكويتيين - وما قد يشكله كل ذلك من مخاطر أمنية واجتماعية وثقافية وضغط كبير على كل الخدمات وغيرها من الإشكاليات!

ولعل ما ذكره الخبر وما تضمنه من مقتطفات حول الدراسة المعدة من قبل وزارة الداخلية، ما هو إلا غيض من فيض. وأكاد أجزم أن المخفي كان أعظم وأنني متيقن أن الجميع شركاء في مثل هذه المشكلة الحقيقية! إن ما أدعو إليه هنا، هو تبني رؤية حقيقية والقيام بعمل جاد لمعالجة التركيبة السكانية، وذلك لا يعني بالطبع الدعوة إلى إبعاد كل الوافدين من البلد! والله من وراء القصد.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك