حالة السوء التي تمر بها الدول العربية هي الأسوأ في التاريخ .. تعقب هيلة المكيمي على القمة العربية

زاوية الكتاب

كتب 492 مشاهدات 0

د. هيلة المكيمي

النهار

حياد إيجابي-بيان نواكشوط!!

د. هيلة المكيمي

 

عقدت القمة العربية الـ «27» في ظل ظروف صعبة واستثنائية، حيث استضافتها موريتانيا بعد اعتذار المغرب ، وعقدت لأول مرة في موريتانيا منذ انضمامها لجامعة الدول العربية في عام 1973. وخلال القمة العربية الاخيرة في شرم الشيخ كان قد اعلن عن تشكيل قوة عربية مشتركة كما هو الشأن في الاتحاد الافريقي ما من شأنه ان يدعم التعاون بين المنظمتين العربية والافريقية، الا ان الدول الاعضاء في الجامعة فشلت في الاتفاق، وقد اعتذرت المغرب عن الاستضافة لعدم توافر ظروف النجاح المحيطة، ما يفتح السؤال واسعا حول ما طبيعة الظروف المواتية لانجاح عقد القمة العربية والدفع بالعمل العربي المشترك؟!

وجاء في البيان المغربي ان «الظروف الموضوعية لا تتوافر لعقد قمة عربية ناجحة، قادرة على اتخاذ قرارات في مستوى ما يقتضيه الوضع، وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية، هذه القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية، والقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي».

تكمن اهمية القمة العربية الاخيرة في موريتانيا انها جاءت انعكاساً لما تمر به الدول العربية من حالة من الضعف والتفكك والتشرذم وانتشار الارهاب والتطرف والفهم المغلوط للدين الاسلامي وغيرها من مفاهيم حول طبيعة العلاقة مع الآخر والتعاطي مع تحديات العصر. حالة السوء التي تمر بها الدول العربية بعد مرور خمس سنوات على اندلاع ما سمي بالربيع العربي قد تكون هي الحالة الأسوأ في تاريخ نشأة الدول العربية، الا ان سوء الوضع لا يعني فقدان الامل او القدرة على المبادرة، بل ان تاريخ معظم الشعوب يؤكد أن الازمات تعقبها حالة من الانفراج، فمتى سنشهد حالة الانفراج العربي؟!!

كعادة الاجتماعات العربية، فقد جاءت ضمن قائمة طويلة للعديد من التحديات وبؤر التوتر التي تمر بها العديد من الدول العربية ، وبالرغم من تعدد المسميات الا ان الاشكالية العربية تكاد تكون واحدة في اقامة دولة المؤسسات والعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات والاصلاح السياسي والاجتماعي بالاضافة الى اهمية التركيز على الاصلاحات الاقتصادية والنهوض بالطبقة الوسطى ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

تلك هي حقيقة المعضلة العربية وحقيقة الظروف المواتية لعقد اجتماعات مهمة وخلاقة وذلك ما دعت اليه الكويت في ضرورة الالتفات الى القمم المتخصصة لاسيما تلك المتعلقة بالشأن الاقتصادي العربي والطبقة المتوسطة العربية. حيث ان فقدان تلك الاصلاحات الاقتصادية يفضي الى تبعات أمنية وسياسية خطيرة ابرزها هيمنة وتدخل الدول الشرق الاوسطية- غير العربية وابرزها ايران في الشأن الداخلي للدول العربية في محاولة للهيمنة على المنطقة وتلك كانت الرسالة الابرز التي اجمع عليها بيان نواكشوط.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك