لولا تصريحات بعض المسؤولين الظريفة لقتلنا الهم والغم..وائل الحساوي منتقدا أداء الحكومة

زاوية الكتاب

كتب 434 مشاهدات 0

د. وائل الحساوي

الراي

نسمات-  اقتراح وجيه!

د. وائل الحساوي

 

حسب قانون الحماية من العجز المالي، دخلت الحكومة الفيديرالية الأميركية فيما يسمى «بتعطيل» منذ الأول من أكتوبر 2013، وهو ما يعني وقف كل الخدمات الحكومية غير الضرورية، والهدف منه هو الحماية من العجز المالي وذلك بتوفير الأموال ووضعها في ما هو أهم!

في رأيي المتواضع: لماذا لا تُعطل الحكومة الكويتية أعمالها كل عام منذ منتصف شهر يوليو وحتى بداية شهر سبتمبر؟!

من الواضح بأن البلد يدخل خلال تلك الفترة في سُبات صيفي مذهل تتعطل فيه جميع مظاهر الحياة وتتوقف عجلة العمل، ويتوزع الشعب على جميع بلدان العالم سياحة وراحة واستجماماً، تارة باسم السفر الترفيهي وتارة باسم السياحة العلاجية، وتارة باسم الوفود البرلمانية التي تختار أجمل مصايف العالم لتزورها وتوطد علاقات الكويت معها!

الكويت خلال تلك الفترة تبدو جميلة لأن مظاهر الحياة الاجتماعية تتوقف فيها، والشوارع تخلو من روادها، والأسواق خاوية على عروشها، ولكن في المقابل فإن أغلب الأعمال الحكومية تتوقف كذلك، والدليل أنني حاولت إنجاز معاملة بسيطة في هيئة العمالة في وزارة الشؤون وهي إصدار إقامة لأحد العاملين، فترددت على مقر الهيئة مرات عدة في الأندلس، وفي كل مرة يخبرونني بأن «السيستم» معطل، ثم قام رئيس القسم مشكوراً بإعطائي هاتفه لكي أتصل قبل أن أحضر، وبعد أن تم إصلاح «السيستم» مررت بإجراءات عقيمة وانتظار طويل قبل إنجاز المعاملة، وقالت لي الموظفة مشكورة بأن «السيستم» لم يعمل منذ تدشينه قبل فترة ولهذا تعطلت مصالح الناس!!

لولا تصريحات بعض المسؤولين الحكوميين الظريفة لقتلنا الهم والغم، وكل ما تابعناه هو سحب الجناسي من كثير من المزورين، وإجراءات تقشف إضافية منها زيادة أسعار الوقود التي فجرت بركاناً من الغضب الشعبي وعمليات قبض على مهربي مخدرات بملايين الدنانير، وتكشف فضائح العلاج في الخارج بملايين الدنانير - من دون إلقاء المسؤولية على أحد!

وقد زاد من طعم المتعة صيفاً متابعة محاولة الانقلاب التركية الفاشلة، والتي خطط لها أطراف غربية وأميركية ممن صمّوا آذاننا بمواعظهم حول ضرورة احترام إرادة الشعوب والحفاظ على الخيار الديموقراطي لها!

لم يبقَ إلا أيام قليلة قبل أن تنتهي تلك الأيام الجميلة، ويعود الناس إلى الكويت ليبدأ فصل جديد من الحديث عن قضايا الفساد التي لم تتوقف أصلاً، وعن انتخابات مجلس الأمة المقبل التي يتوقع لها الكثيرون أن تكون ساخنة وحاسمة بعد أن قررت التجمعات المعارضة الرجوع عن مقاطعتها والانخراط في العملية السياسية!

****

ما هذا يا «شؤون»؟!

تعجبت من قرار وزارة الشؤون إيقاف السماح للجمعيات التعاونية بتنظيم رحلات للعمرة ونشاطات اجتماعية أخرى، ومع أن وكيل الوزارة قد بين السبب وهو أن أقل من 15 ألف مواطن فقط هم من يستفيدون من تلك النشاطات المجانية - التي تنظمها الجمعيات بينما أكثر من 500 ألف مواطن مساهم في الجمعيات لا يستفيدون، كما أن الوزارة تنوي زيادة نسبة توزيع الأرباح على المساهمين، لكن مصدر العجب الذي أثاره مسؤولو الجمعيات هو عن سبب عدم استشارة مسؤولي الجمعيات وأخذ رأيهم في قرار يتعلق بهم مباشرة؟! وهل تريد الوزارة أن تثبت للجمعيات بأنها تقع تحت سيطرتها وهي التي تحركها كيف تشاء؟

ليت وزارة الشؤون تحل مشكلة الرياضة والعمالة التي تقع تحت مسؤوليتها بدلاً من التدخل في شؤون المؤسسات الأهلية التي يتكفل الشعب بإدارتها والإشراف عليها مثل الجمعيات التعاونية!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك