الغرب لا يعنيه حقوق الإنسان بقدر ما يهمه تنفيذ سياساته.. كما يرى سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 490 مشاهدات 0


الأنباء

فكرة- الطفل السوري عمران خارج حقوق الإنسان

سلطان الخلف

 

شاهدنا صورة الطفل السوري عمران دقنيش بعد أن أنقذ من تحت أنقاض المبنى الذي تعرض للقصف من قبل النظام السوري الطائفي، وقد كان مذهولا ومصدوما ولم يبك إلا حينما شاهد أبويه أحياء أمام عينيه فرحا بنجاتهما.

العجيب أن هذه الصورة التي صدمت أصحاب الضمائر والمشاعر الإنسانية في العالم لم تصدم الساسة الأميركيين أو الأوروبيين وهم الذين لا يملون الحديث عن حقوق الإنسان أوالطفل أو المرأة، وقد فضحهم الطفل عمران ومن قبله الطفل إيلان الذي مات غريقا على شاطئ بودروم التركي عندما حاولت عائلته السورية عبور البحر إلى أوروبا هربا من جحيم الحرب في سورية.

فهذه الدول لا تعنيها قضايا حقوق الإنسان بقدر ما يعنيها تنفيذ سياساتها على أرض الواقع من منطلق مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» ولن يحرك ضميرها قتل جميع أطفال سورية. ومن الخطأ أن ينخدع المرء بأن هذه الدول تسعى لنشر مبادئ حقوق الإنسان في العالم لأن مبادئ حقوق الإنسان لدى هذه الدول تخضع بالدرجة الأولى لمصالحها وما ينافي مصالحها لا يدخل ضمن قضايا حقوق الإنسان. فالطفلة الأفغانية ملالا يوسف زاي التي تعيش في بريطانيا تحظى باهتمام كبير لدى الإعلام الغربي وقد نالت جائزة نوبل للسلام فقط لأنها نجت من محاولة اغتيال قام بها عناصر من طالبان التي تحاربها تلك الدول. وحصلت تسليمة نسرين البنغالية على حق اللجوء بشكل فوري من السويد لأنها كانت ملحدة وتهاجم الإسلام قبل أن تفر هاربة خارج بلدها.

مثل هذه الدول التي خاضت حروبا طاحنة لا تقوم على مبادئ أخلاقية بأسلحة تقليدية كما في الحرب العالمية الأولى وبأسلحة نووية كما في الحرب العالمية الثانية اللتين أودتا بحياة عشرات الملايين من البشر بمن فيهم الأطفال الأبرياء في أوروبا وخارجها، لا يمكن التصور بأنها- أي تلك الدول- يمكن أن تُعنى أو تهتم بقضايا حقوق البشر خارج حدودها.

ربما يُعجب المرء بالتقدم العلمي الهائل الذي وصلت إليه تلك الدول وما تتمتع به من معايير معيشية عالية، لكن ذلك لا يعني أنها دول ذات طبيعة ملائكية، فلا هي فرضت مناطق آمنة تحمي السوريين من براميل النظام وتشعرهم بعدم ضرورة اللجوء خارج بلادهم، ولا هي تنوي فرض مرحلة حكم انتقالية دون أن يكون لهذا النظام القاتل دور فيها، ومعاناة أطفال سورية لن تتوقف حتى تسير الأوضاع وفق حساباتها الضيقة والبعيدة عن مصالح دول المنطقة، ومن الطبيعي أن آخر ما تفكر فيه هو حقوق الطفل أو المرأة أو الإنسان.

***

المواقف الأوروبية والأميركية المتشنجة ضد تركيا هذه الأيام ناتجة من شعورهم بالخيبة من فشل الانقلاب، ولو أن الانقلاب نجح في تركيا لرأيت كبار ساستهم وهم يلتقون قادة الانقلاب بكل حفاوة ويعملون على بدء صفحة جديدة معهم حال الانقلابات السابقة وكأن شيئا لم يحدث.

من المؤكد أن هؤلاء الساسة قد استوعبوا اليوم درسا من تركيا بأن زمن الانقلابات العسكرية قد ولى بغير رجعة، وأن الكلمة الفصل بيد الشعب التركي وصناديق الاقتراع وليس عساكر الجيش أو التدخلات الخارجية.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك