محق البركة ونزعها من رزق الناس عقوبة إلهية بما كسبت أيديهم من كذب وظلم.. كما يرى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 643 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية- نزع بركة المال

ناصر المطيري

 

قد يدخل على الناس مال ورزق كثير ولكن مع ذلك تسود مشاعر الحاجة وعدم الكفاية بل أحيانا يعانون العسر والدين، وكذلك الحال في الدول التي حباها الله - عز وجل - بخيرات وفيرة ونعم كثيرة إلا أن كثيراً منها اليوم تتحدث عن عجز اقتصادي وضائقة مالية وتنتهج سياسات اقتصادية ترشيدية بل اضطرت بعضها إلى الاقتراض رغم وصفها بالدول المانحة.

الصورة ربما هي غير منطقية وليست مقبولة، والا كيف يمكن أن نفسر وجود الوفرة المالية مع العجز الاقتصادي؟

وعندما ننظر للأمر بشكل أعمق ونحاول تشخيص هذه الحالة المتناقضة نجد أن السر يكمن في البركة، فكل شيء موجود الا البركة فهي منزوعة من رزقنا، فحيث العبرة الحقيقية ليست بوفرة النقود وزيادة الأجور بل هي البركة، إن بارك الله في المال ضاعفه، أما إن مُحِقت البركة ضعفت قيمة النقود وحل الغلاء، فالبركة بدينار واحد أطيب من مئة دينار منزوعة البركة. ولاشك أن محق البركة ونزعها من رزق الناس عقوبة إلهية بما كسبت أيديهم من كذب وظلم وتحاسد وتباغض بينهم، ولا أظن أننا في حاجة للتدليل على صور تلك الصفات التي انطبعت على مجتمعنا بمؤسساته وأفراده.. قال الله سبحانه وتعالى «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس». ويقول رب العزة والجلال: «ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض»، وليست سعة الرزق والعمل بكثرته ولا طول العمر بكثرة الشهور والاعوام ولكن سعة الرزق والعمر بالبركة فيه.

في زمن مضى كان دخل الشخص وراتبه محدودين ورغم ذلك كان هناك شعور حقيقي بالرخاء والرضا ورغد العيش أما اليوم فالجيوب مليئة بالنقود والأرصدة الشخصية مضاعفة في البنوك ولكن الشعور بالحاجة المستمرة وعدم الرضا هو السائد، هذه الحال لن يتأتى علاجها باللجان الاستشارية الاقتصادية ولا الدراسات المالية ولا المؤتمرات بل الحل أبسط من ذلك بكثير وهو أن يزكي الناس نفوسهم وأيديهم وينبذوا التباغض والتحاسد بينهم، ولابد من صفاء القلوب وتوحدها، وفوق هذا كله الالتزام بالنهج الرباني والتمسك بالتقوى والطاعة قال عز وجل «ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب».

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك