حمد العصيدان يكتب .. تدوير وإحلال في المنظومة الأمنية

زاوية الكتاب

كتب 493 مشاهدات 0

د. حمد العصيدان

الراي

من زاوية أخرى- تدوير وإحلال في المنظومة الأمنية

د.حمد العصيدان

 

تابعنا في نهاية الأسبوع الماضي، العديد من الإجراءات التي قام بها وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، في إعادة ترتيب البيت الداخلي للوزارة، ختمها باجتماع صاخب مع جميع القيادات الأمنية العليا نقلت «الراي» تفاصيله في عدد يوم الجمعة الماضي.

بدأت الإجراءات بإحالة عدد من القياديين الأمنيين على التقاعد، بعضهم وكلاء وزارة وبعضهم مديرو إدارات، ثم أعقب ذلك بحركة تدوير جزئية بين وكلاء الوزارة، وختمت باجتماعه مع القيادات تمهيدا لعملية تدوير واسعة قد تكون صدرت اليوم أو أمس، أو في طريق الصدور لتسكين الشواغر القيادية في الوزارة.

ولعل الملاحظ في هذه العملية، اللهجة الشديدة للوزير الخالد تجاه القيادات، والتي تعكس نوعاً من عدم الرضا على أداء البعض ـ أو الكثير ـ من تلك القيادات، مشدداً على ان المقصر يجب عليه التنحي وإفساح المجال أمام غيره من الراغبين بالعمل، رافضا أي وساطة أو «استعانة بصديق»، كما سمّاها، فالعمل الأمني شديد الحساسية والخطورة ولا يقبل القسمة على اثنين، بمعنى إما ان تعمل أو لا تعمل، وهو في هذا الإطار يمهّد كما قلنا لعملية تجديد وتغيير في الجسد الأمني لتلافي بعض الملاحظات التي عرضها الوزير في الاجتماع.

ولعل أهم قضية ثبت فيها التقصير، كما ذكرها الوزير، وقبله وكيل الوزارة في اجتماع مع القيادات المعنية، كانت حادثة التسلل عبر البحر التي قامت بها مجموعة من الإيرانيين الذي ضبطوا على الشاطئ عند الفنطاس، حيث شدد الوزير على أنه سيحاسب المقصر في هذه القضية وسيفرض عليه العقوبة بضمير مرتاح، لأن الأمر يتعلق بأمن وطن وسلامته وسلامة مواطنيه، وهو أمر كما أسلفنا لا يحتمل تراخياً أو تهاوناً في أداء المهمات.

وإذا كان الوزير أثنى على القيادات المتقاعدة وتاريخها في العمل الأمني، وأن التغيير والتقاعد من سنن الحياة، فإنه في الوقت نفسه شدد على ضرورة اليقظة في الانتباه في ظل ما كشفته أحداث الفترة الأخيرة من استهداف الوطن وأبنائه من الأعداء الذي سعوا إلى ضخ ملايين حبوب المخدرات، وقد خاب مسعاهم مع يقظة رجال الأمن والجمارك، وإن كان الوزير لفت في هذه القضية إلى ابتعاد القيادات الأمنية عن الاستعراض الإعلامي من خلال التصريحات والصور في وسائل الإعلام، فالعمل الإعلامي يجري في الظل وبعيداً عن ضوء الإعلام وهذا ما يجب أن يكون.

كما بين الوزير ما ينتظر البلاد من أحداث مهمة في الفترة المقبلة، ويكون رجال الأمن بمختلف قطاعاتهم المعني الأول بها، منها عودة موسم المدارس والعيد وبعده شهر المحرم، ومن ثم الانتخابات البرلمانية المقبلة، فسيكون الموسم المقبل الذي سينطلق مع بداية سبتمبر، موسماً حافلاً وشاقاً على رجال الأمن، ونحن على ثقة بقدرتهم وكفاءتهم للاضطلاع بالمسؤوليات كاملة.

وتعقيبا على توجيهات الوزير الخالد، نؤكد أن الجانب الأمني أكثر حساسية وأهمية في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها الكويت والمنطقة، ولاسيما المد «الداعشي» الذي يعمل على خلخلة الأمن وزرع الفتن في المجتمعات بدسّ عناصره وتنفيذ العمليات التخريبية، وهو المسعى الذي خاب وتحطم في الكويت على صخرة وحدة الشعب والتفافه حول قيادته، ولكن ذلك يجب ألا يجعلنا نستكين ونتراخى في الجانب الأمني وقد عشنا خلال الأيام السابقة كيف كشفت الجهات الأمنية عدداً من العناصر التي تشكل خلايا نائمة للتنظيم الإجرامي، كان آخرها «الهاكرز» الذي أعلنت عنه الوزيرة يوم الخميس الماضي.

خلاصة القول، إن الأمن أساس بقاء الأمم وسر حياتها المستقرة وتطورها، والإحساس به يدفع أبناء المجتمع للعمل والإبداع، وهو ما وعته القيادة العليا لوزارة الداخلية وتعمل على تأمينه بكل قوة وحماس، ونحن معها في مقصدها.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك