إلزام خطباء الأوقاف بدورات في مهارات الإلقاء والإعداد والتحضير.. يطالب طارق الدرباس

زاوية الكتاب

كتب 369 مشاهدات 0

طارق الدرباس

الأنباء

هندس- منابر الأوقاف

طارق الدرباس

 

ذات يوم ذهبت إلى احد المساجد لأداء صلاة الجمعة، فشدني موضوعها الذي يحاكي الحدث وقتها والمتمثل في القضية الفلسطينية، فقد كانت خطبة مختصرة ومباشرة، ومحددة الأهداف، اختتمها الخطيب بتوجيهات عملية ليبادر المصلون بتنفيذها لنصرة هذه القضية.

لتتحقق الاستفادة الحقيقية من خطبة الجمعة، لابد من توافر ثلاثة عناصر رئيسية، موضوع يلامس حاجة المصلين وواقعهم، ذو هدف واضح ومحدد، وخطيب مستعد ومتهيئ لأداء الخطبة بمهارات خطابية مميزة، ومصلّ منصت وحاضر الذهن، اما في حال غياب احد هذه العناصر، فلن يتحقق الهدف من خطبة الجمعة ابدا.

ولعلي من خلال هذه الزاوية، أوجه مجموعة من الرسائل الى اخواننا الخطباء، خطبة الجمعة هي من الفرص المميزة والتي من خلالها تنهض الأمة وتتقدم، فمن خلال 52 خطبة سنويا تستطيعون ايصال قيم ترقى بالمجتمع، وتزرعون سلوكيات ايجابية تساهم في رفعة الوطن، وتوجهون المصلين للتحلي بأخلاقيات ترفع من قيمة الإنسان، من خلال مواضيع تلامس عقول وقلوب وحاجة المصلين وواقعهم.

يجب على الخطيب التحضير المتقن، ثم الاستعداد الجاد لأداء خطبة الجمعة باقتناع وحماس لإيصال الرسالة واحداث التغيير المطلوب، فإصلاح المجتمع يبدأ من اصلاح الفرد، وهذا هو دور المنابر التي تساهم في ذلك من خلال الارتقاء بالأفراد وتوجيههم.

اما المصلون، فلابد من السعي لحضور صلاة الجمعة قبل وقتها، بعقل وقلب حاضر ومنصت، حتى نفوز بالأجر من الله سبحانه وتعالى ونستثمر القيم الإسلامية والفوائد الإيمانية لتطوير حياتنا وعلاقتنا بالله سبحانه وتعالى.

السيد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية م. فريد عمادي، أتمنى إلزام الخطباء بدورات فعلية وحقيقية لأفضل المدربين في مهارات الإلقاء والإعداد والتحضير، ومن لا يجتاز هذه الدورات والاختبارات يعفى من الخطابة، حتى يرتقي اداء بعض الخطباء، وأن يكون هناك تقييم دوري لأداء الخطباء في الخطب، ورسم خطة سنوية محددة واضحة ومركزة لغرس القيم والسلوكيات من خلال خطب الجمعة على مدار العام، من خلال لجنة اعداد الخطب والتي لابد أن تكون على قدر عال من الكفاءة.

ورغم ذلك يوجد لدينا خطباء مميزون، تستمتع بالحضور لديهم، فهم رائعون بأدائهم، أذكياء في اختيار مواضيعهم، مبدعون في ايصال اهدافهم.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك